لم أجد غير هذه الأبيات للشاعر الكبير «فاروق جويدة» وهو يخاطب بها «جورج بوش».. أردت أن أجعلها مقدمة مقالي هذا في رسالة ل «عبد الملك الحوثي» «ارحل وعارك في يديك» عبارة أرى فيها القدر الكافي ل «عبد الملك الحوثي». ففي اعتقادي أن هناك أوجه تشابه كبيرة بين عبدالملك الحوثي وجورج بوش في دمويتهما وقدرتهما على الاستخفاف بالشعوب وكراماتهما من أجل مصالحهما الخاصة. ارحلْ وعارُكَ في يديكْ هذي سفينَتك الكئيبةُ في سوادِ الليل تبحر في الضياع لا أمانَ. . ولا شراعْ تمضي وحيداً في خريف العمرِ لا عرش لديكَ.. ولا متاعْ لا أهلَ.. لا أحبابَ.. لا أصحابَ لا سنداً.. ولا أتباعْ كلُّ العصابةِ تختفي صوب الجحيمِ وأنت تنتظرُ النهايةَ.. بعد أن سقط القناعْ. لقد سقطت كل تلك الأقنعة الزائفة وانكشف عنها الستار لتظهر لنا وجهه القبيح الكالح.. الوجه الدموي، العصبوي، الطائفي الخبيث. أيها السيد «الغريب» كيف تعيش وأنت لا ترى إلا نفسك لا ألومك والله.. إنما ألوم أناساً أحبّهم أخطأوا في حقنا، إذ وضعوك راعياً لأحلامنا. لا ألومك فلم يسعفك ما تحتفظ به من رحابة صدر أن تتقبّل غيرك.. لا ألومك فكل إنسان على ما نشأ.. والأصالة تولد مع الإنسان ولا تصنّع.. لا ألومك بل ألوم المنافقين، الذين يعيشون على مقدّراتنا ويصنعون منا طريقاً لعبورهم والآخرين. والله أيّها الغريب لم يكن يوماً اسمك ليراودني لكنك فرضت على طموحاتنا وشمس صحوانا والله لم زكن لأتصفح تاريخك الفارغ.. لولا معول الهدم الذي بدأ يطول تاريخنا.. والله ما كنت لأنظر إليك لولا أن رموز بدأت تتساقط أمام العين بسببك.. سُحقاً لك، ولكن سامحني أو لتكن خطيئة بين خطاياي فلقد تعديت نواميس الكون بتصرفاتك وعانت نفسك ما لم يحتمله أطباء الزمان. أسألك الرأفة بنفسك، فمهما كنت قوياً تبقى أضعف من نملة لو تعلم. افتح مدوّنتك قبل أن تنام وراجع أفكارك.. وكيف كانت علاقتك بالخالق. تعددت الوجوه أيها الغريب وكنت الجانب الأسود من القمر منذ أن تسللت إلى واقعنا اختلفت الملامح.. كانت بالحب تطرح السلام ولم نعهد أناساً مثلك يأتون من الباب الخلفي يتربّعون ويمنّون النفس أن يكونوا ضيوفاً خفيفي الظل. ولكنك كنت ثقيلاً ضاج بك المجلس واشمأزت من اسمك الحيطان فكانت أشد إحساساً.. ونسير على خطط واهية. أيها السيد «الغريب» أقدّم لك نصيحة من مواطنة يمنية بسيطة، أجبرتها الظروف في سن صغيرة أن تهاجر من بلادها، كانت تحمل ومازالت حلم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. أنصحك يا هذا بالإنصات إلى المواطن اليمني البسيط، من يركب باصات الأجرة ويتنقل بين المواصلات العامة، ويقضي وقتاً طويلاً على طوابير العيش، وطوابير التأمين الصحي، وفى المصالح الحكومية وفوق كل شبر ظاهر على سطح أرض اليمن، من يستطيع أن يتقبّل الأسوأ، وضيق الحال بمحبة وسعة صدر من أجل اليمن.. من أجل وطن يعشقه ويتيه حباً في سمائه وترابه وهوائه. ذاك المواطن البسيط من يمازح نفسه على قطع الكهرباء الممل وإن تأخرت قليلاً عن ميعادها يقول «للمه سميع تأخر هذه المرة؟ أو يحاول يتصل بمفجري الكهرباء» للمه تأخروا «أو ناقصهم شيء»؟. المواطن اليمني من يخلق من ظلمته شعاع نور، ويهوّن المصائب بالطبطبة، من يكحّل عيونه بتراب اليمن. انصت جيداً لرأي ذلك المواطن البسيط لتعلم أن أغلب اليمنيين كفروا بك، وكَفَرتهم ظروف الحياة. واتقّ شر ماردّ يستعر غضباً أما أنا فقد كفرت بك... وملازمك «ماتلزمنيش» وأقولها لك: ارحل.. ولن تبدع بدون الأخلاق.