كنتُ مثل غيري أعلم أننا في اليمن الحبيب نواجه تحديات كثيرة، وتوضع في طريق خلاصنا عوائق وصعوبات لا حصر لها؛ إلا أنني كنتُ أعتقد أن اليمنيين مهما اختلفوا فيما بينهم؛ إلا أن خلافهم لن يصل إلى حد التفريط بوطنهم، أو أن يتركوا المجال أمام الآخرين لتدمير وطنهم وزعزعة أمنه واستقراره؛ إلا أن الواقع يقول غير ذلك، وهذا ما أكده فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي في خطابه الأخير. فخامة رئيس الجمهورية كان واضحاً وصريحاً إلى أبعد الحدود، وتطرّق إلى الكثير من القضايا والتحديات التي تواجه اليمن الأرض والإنسان وفي مقدّمتها نشاط الجماعات الإرهابية من تنظيم «القاعدة» وغيرها وخطورتها على أمن الوطن واستقراره وسلمه الاجتماعي بعد أن تحوّلت اليمن إلى قبلة للإرهابيين القادمين إليها من أصقاع الأرض ومن مختلف الجنسيات وكأنها أرض مُباحة لهؤلاء؛ لا نقول الخارجين عن النظام والقانون فقط وإنما الخارجون عن كل القيم والأخلاق والمبادئ والأعراف الإنسانية والشرائع السماوية؛ فهم أشبه بالوباء الذي ينهش أجساد البشر دون رحمة. ولا أبالغ حين أقول إن هؤلاء المجرمين وشُذّاذ الآفاق القادمين من خارج الحدود هم كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ إلا أن الكارثة الحقيقية أن يجد هؤلاء من بين أبناء اليمن في الداخل من يسهّل مهماتهم؛ أو بالأصح «جرائمهم» ويوفّر الحماية لهم ويتستّر عليهم ويمدّ لهم يد العون رغم العلم المسبق بنوايا هؤلاء القتلة ومخطّطاتهم الإرهابية، وأنهم لم يأتوا ضيوفاً حتى نكرم وفادتهم علينا ونفتح لهم بيوتنا وقلوبنا، وهم لم يدخلوا وطننا طلاب علم ومعرفة أو باحثين عن فرص عمل، كما أنهم لم يأتوا إلينا ليكونوا عوناً وسنداً لنا ويقفوا إلى جانبنا؛ وإنما جاءوا ليدمّروا وطننا ويقتلوا رجالنا وييتّموا أطفالنا ويرمّلوا نساءنا، جرائمهم البشعة هي عنوان هويّتهم ودماء الأبرياء من أبناء وطننا هي رسالتهم وبرنامج عملهم الذي يسيرون عليه، والقتل والإرهاب غايتهم، فبأي حق نأوي هؤلاء المارقين ونتستّر عليهم، وأية ذمة نراعي فيهم، وهل ما جاوا به من شرٍّ وخراب يستحقون عليه أن نحميهم..؟!. فإن كانوا يدّعون الإسلام وأنهم مجاهدون في سبيل الله؛ فعليهم أن يعرفوا أن اليمنيين مسلمون منذ أكثر من 1435سنة، لا يستطيع كائن من كان أن يزايد علينا في هذا الجانب. فيا أيها اليمنيون؛ عودوا إلى رشدكم، ولا تخدعنّكم الشعارات وزيف الدعاوى، واعلموا أن المعركة التي أعلنها رئيس الجمهورية ضد الإرهابيين وأعوانهم ليست معركة عبدربه منصور هادي وأبناء القوات المسلّحة والأمن وإنما هي معركة كل يمني على امتداد الوطن. وما أتمنّاه هو أن يكون لعلماء الدين دور إيجابي في هذه المعركة المصيرية، وأن يعلنوا رفضهم للإرهابيين ويقفوا إلى جانب وطنهم وشعبهم لاجتثاث هذا الوباء الخبيث الذي ينهش جسد الوطن، فهل أنتم فاعلون، أم دماء هؤلاء الإرهابيين القادمين من خارج الحدود أقدس وأطهر من دماء اليمنيين، وأن بقاءهم أهم عند علمائنا من بقاء اليمن وأمنه واستقراره..؟!.