لا يمكن أن نقبل خذلان الجيش بأي حال من الأحوال، فلقد أثبتت العمليات الاستراتيجية للجيش أن «القاعدة» كيانٌ هش، وأن الشعب يلتف حول جيشه بصيغة رفيعة وطنياً؛ لذلك ينبغي إعادة الاعتبار اللائق إلى الجيش بعد مراحل من الإهانة الممنهجة جرّاء تعاضد عديد عوامل داخلية وخارجية للأسف. في السياق هنالك ضباط وجنود بواسل يستحقّون مزيد ثقة لتتجلّى إرادتهم العسكرية الوطنية بشكل متفوّق، ثم إن ولاء هؤلاء لليمن التي تُعد عقيدتهم المثلى أولاً وأخيراً؛ وحتى في عز الانشراخ في الجيش لم تكن الضغينة عالية وخطرة بين الأفراد بمختلف وحداتهم على سبيل المثال. الحاصل هو أن الخذلان للجيش من أكبر الأخطاء التي لا تُغتفر؛ بل لعلّنا نتذكّر جيداً مختلف لحظات الخذلان في حروب صعدة؛ إذ كانت تأتي الأوامر العجيبة اللا مبرّرة للانسحاب في اللحظات الأخيرة؛ على أن الخذلان يعد نقطة تحوّل فاصلة تماماً، في حين يُعد تكرار هواية الوقوع فيها خيانة صريحة لدماء الشهداء والجرحى كما للوطن عموماً. بلغة أخرى.. تتجلّى عوامل الدعم النفسي للجيوش في الجانب الإسنادي والفني المكمّل؛ وتحديداً في المستشفيات الميدانية المرافقة كما في التوجيه المعنوي والتأمين الغذائي... إلخ. والمعنى أنه يحق للجندي ألا يعيش تلك الهموم السخيفة المتمثّلة في الحاجة المادية أو التفكير بوضع أسرته البعيدة مثلاً؛ كذلك الشاهد أن مثل هذه التفاصيل أكثر من مهمّة وضرورية لترسيخ المقاتلين بالثبات اللازم وبالتالي رفع عزيمة الجيش في حال تأمينها بمقابل الوصول بالمقاتلين إلى الحضيض النفسي في حال تغييبها. من هنا أجدني أتذكّر أيضاً ما حكاه لنا عديد جنود من الذين شاركوا في حروب صعدة وتعرّضهم لانقطاع الاتصال والإمداد والدعم اللوجيستي بحيث وجدوا أنفسهم محاطين بالأعداء وقنّاصاتهم الليلية التي نجوا منها بأعجوبة..!!. وتفيد معلومات قادمة من أبين وشبوة أن «القاعدة» كانت تتعمّد التمثيل بجثث بعض الجنود الأسرى من وقت سابق طوال الطريق التي تصل بينها والجيش بغرض إرهاب الجنود وتحطيم معنوياتهم؛ غير أن ردّة الفعل كانت مغايرة تماماً؛ إذ عزّز العنف في المشاركين بالمعارك كامل نزعات الولاء الوطني والثأر للمؤسسة العسكرية مع أهمية القضاء على من يقوم بتلك الجرائم الجبانة الشنيعة بالطبع. ويطرح الزميل مصطفى راجح كلاماً استفهامياً مهمّاً: «علامة استفهام كبرى تلتف حول عبدالمجيد الزنداني، لابد أن يتكلم، أن ينطق برأيه حول الإرهاب والقاعدة» وأردُّ عليه: إنه ينخرس في اللحظات الحاسمة مع «القاعدة» كما يبدو واضحاً..؟!. كذلك يقول محمد الزنداني إنه يشم رائحة الحوثي في الجيش، وهذا كلام معتوه كما ببساطة نردُّ عليه: كيف نسيت أن والدك عبدالمجيد الزنداني هو من طالب بدفع ما يسمّى «الخُمس» إلى الحوثي في منطق هو ضد المواطنة ومع الامتيازات الطبقية غير المقبولة..؟!. الأهم من هذا كله: تُرى ماذا يعني بالضبط أن تنشر صحيفة «26 سبتمبر» تصريحاً لجماعة الحوثي على لسان علي البخيتي يؤازر الجيش ضد فلول «القاعدة» متناسياً أن للجنود أخوة ورفاق قتلى وجرحى بسبب معارك الجيش مع ميليشيات الحوثي أصلاً..؟!. باختصار شديد.. تبقى وحدها الدولة ولا غيرها التي يجب أن تكون حاضنة مثلى للجيش، كما وحدها التي يجب أن تحمل السلاح؛ ولا غيرها بالتأكيد. ثم هل نسيتم ضحايا مستشفى العُرضي ومجمع الدفاع من مدنيين ومدنيات أطباء إضافة إلى الجنود والضباط كمثال بسيط جداً لضحايا «القاعدة» وإرهابها الصفيق الذي لا أبشع منه..؟!. وبالمحصّلة نقول: إن من يتعاطفون مع القتلة ويبرّرون عنف جماعات استغلال الدين وتشويهه؛ هم أكثر من قتلة وخونة لا شك. النصر للجيش، النصر للجيش، النصر للجيش. [email protected]