عبدالملك الحسامي، الأستاذ الأكاديمي العالم في علمه، المختص العميق في اختصاصه، الحجّة في المعرفة التي امتلكها باجتهاد ومثابرة وتميُّز طيلة عقود من الزمن، صار محتجزاً وهو على هذا النحو في بلد ظل يعطي فيها لاثنتي عشرة سنة، وفضّل البقاء فيها رغم حاجة بلده إلى علمه وخبرته؛ لأنه كان يمتلك تقديراً عميقاً لدولة الإمارات، ويشعر باعتزاز أنه يعمل في هذه الدولة، ولم يكن في رحلاته إلى البلد يشكو من غربته؛ لأنه لم يكن كما كان يقول في غربة بقدر ما كان يشعر بانتماء إلى الإمارات ويضمر لها الخير والمحبّة. هل كل هذا جعله عرضة للإقصاء والاحتجاز؛ إلا لأنه انتمى إلى العلم، وعمل على نشره وتعليمه في دولة الإمارات بإحساس من المسؤولية الأخوية التي تجمع اليمنبالإمارات، والتي قدّرنا لها فتح أبوابها للمغتربين اليمنيين، وفتحت لهم أبواب العمل في المجالات المختلفة..؟!. إن ما حدث لزميلنا يعد بكل المعاني والأبعاد سابقة خطيرة في الدولة التي غنّى لها اليمانيون في عهد المرحوم الزعيم العربي زايد بن سلطان رحمه الله ورأت في عائلته امتداداً للخير والأخوة الصادقة لكل اليمنيين الذين يعدّون أسرة ذلك الزعيم أسرة يمنية تقع في قلب وعمق الذاكرة اليمنية، وتحتل مكانة رفيعة في ذهن وقناعة كل أبناء اليمن. تأسيساً على كل ذلك نقول لأهلنا في دولة الإمارات: إن الأستاذ الدكتور عبدالملك الحسامي عمل لديكم لأكثر من عقد، وكنتم حريصين على استمراره في العمل، إذا وصلتم إلى قناعة أن عليه أن يغادر فكنّا نأمل أن تُحسنوا قول ذلك، وتبلّغوه عن رغبتكم في إنهاء خدماته، وتجعلوه يعود إلى وطنه سالماً كما خرج منه. لا تجعلونا أيها الإخوة في الإمارات نغيّر قناعتنا الإيجابية التي عزّزها ورسمها مؤسّس الدولة، فاليمن عمقكم وسندكم، وهو حديقتكم الخلفية التي تصون أمنكم وتقوّي المسيرة الثنائية من التعاون بين البلدين. إننا إلى اللحظة لم نفقد الأمل بحكمة المسؤولين وحسن تقديرهم، وإننا ننتظر رؤية زميلنا بين ظهرانينا حرّاً طليقاً.. والله من وراء القصد،،