ثمة خطابات صحفية في الساحة اليمنية تتراءى للمتتبع في تناولها للأخبار وتعاطيها للأحداث والمستجدات التي تدور في ساحات المعارك الدامية مع المجاهدين الجدد وتسابق محموم للإثارة وبث القلق في الوسط الاجتماعي بقصد زعزعة ثقة المواطن بالدولة. الكثير من تلك الصحف تسعى بنزق غير مسبوق إلى تهشيم كل ما تقوم به الدولة من مكافحة للمرتزقة والتنظيمات المتطرفة ومن يدعمهم ويقف بكل وقاحة إلى جانبهم في كل ما يمارسونه من عنف وتخريب. مسئولية الحفاظ على السفينة اليمنية في هذه المرحلة الشائكة فريضة وواجب مقدس على الدولة والمجتمع بكل فئاته ونخبه وأحزابه وقبائله، فلماذا يحاول البعض جاهداً خرق السفينة اليمنية، هل سيشعر بالسعادة حين تغرق – لا قدر الله ذلك - وتلتهم اليمنيين المصائب والمتاعب من كل مكان؟. الصحافة اليمنية على اختلافها وتنوعها تقع عليها مسئولية النهوض بالوعي الاجتماعي والإسهام في بلورة خطاب اجتماعي متزن وناضج يدعم ثقافة التعايش وحضور وهيبة الدولة وتفعيل القانون من اجل ترسيخ الأمن والاستقرار والمواطنة المتساوية وضمان حرية الرأي وإقامة العدل. ميثاق الشرف الصحفي الذي يقوم على قدسية وحرمة الوطن والإنسان والمعتقدات يجب أن يشارك في بلورته الصحفيون جميعاً والقائمون على الصحف كلها بدون استثناء أو إقصاء. لأن وضع الضوابط التي تضمن للصحفي حقه في النقد والوصول إلى المعلومات والأخبار هي نفسها التي تجعل الوطن والدين وإنسانية وكرامة الإنسان فوق كل المصالح الصحفية والنفعية، وغير قابل للمزايدات والمماحكات والمتاجرة والتسويق الرخيص. الأحداث التي تستنزف اليمن واليمنيين ليل نهار لا أعتقد أن صحافتنا تتلذذ بها وتشمت بالدولة والمجتمع من خلالها، معتقدة أن الكارثة الكبرى قد وقعت وأجهزت على الدولة والمجتمع، فتذهب لتستثمرها وتتاجر من خلالها، هي محنة وظروف وابتلاء من الله تعالى، ولابد لليمنيين أن يقفوا جميعاً ضد كل ما يحاك ضدهم ويسعى لتخريب بلدهم، وما تفتعل من مشاكل ونتوءات لاستنزاف اقتصادهم، لنكن جميعاً صفاً واحداً من أجل أمن واستقرار المجتمع، كل قطرة دم ومعاناة إنسان في مجتمعنا يتاجر به البعض ويستثمره البعض الآخر. للكلمة ميثاق شرف وقيم أخلاقية وإنسانية وحرية مكفولة لا يجب التفريط أو المتاجرة بها، لأنها عنوان صاحبها وما يحمل من قيم وأخلاق ومعتقدات. [email protected]