وأريد القول إن ذلكم التنظيم الوهمي المتداول في وسائل الإعلام الموجّهة دولياً والمنتظمة في الشبكة المنهجية للاستخبارات الأمريكية والأوروبية والذي أصبح أيضاً مادة دعائية متداولة في المنظومة الذهنية المشوّهة لسكان فقراء ومقهورين هو “الشركة العامة للمقاولات البشرية وللبنادق المستأجرة المرتزقة” التي أنشئت في الهزيع الأخير من خريف الحرب العالمية الباردة لمكافحة “دولة الجنوب” واتخذت من تعز مركزاً رئيساً لها، وهذه الشركة ذات السمعة السيّئة استهدفت في عملية الاستقطاب الأطفال والأحداث ما قبل السن القانونية “سن الرشد” مستغلّة ما نجم عن النظام الشمولي ومصفوفة الصراعات السياسية وظروف أطفال الشوارع والأحداث المشرّدين والأيتام والذين وقعوا فريسة التفكُّك الأسري والتفجُّر السكاني غير المتوافق مع الموارد للأسر؛ وهلم جرّا من الأسباب السلبية التي تفاقمت عقب أحداث يونيو 78م. وقامت هذه الشركة المشبوهة فكراً وسياسة بإنشاء المعاهد والمدارس والمعسكرات والمخيّمات لإيواء هؤلاء الأطفال والأحداث وإجراء غسيل دماغ منتظم في “دماج صعدة ومأرب” و“جبلة إب” و“معبر ذمار” وفي تعز والحديدة، وشكّلت هذه الكتلة البشرية جيشاً جراراً أرسل بعضه إلى أفغانستان ودول البلقان وبعض دول الاتحاد السوفيتي السابق، وبعد تفكُّك الاتحاد السوفيتي والاتحاد اليوغسلافي عادوا لتنفيذ مهمّة الانقضاض على جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً..!!. وقرّاء الصحف المحلية منذ عملية فندقي “جولدمور” و“عدن” بقيادة ضباط الأمن “جمال النهدي” قد فهموا بشكل عام ودقيق “الانتساب” إلى هذه الشركة والتي وسّعت عضوية منتسبيها من جنسيات أجنبية بعد تلقّيها أموالاً مهولة من بعض أجهزة المخابرات في دول المنطقة نيابة عن المخابرات الأمريكية الأوروبية. وتناولت الصحف مقابلات مع العديد من عناصر الشركة التي شعرت بخطورة الاستغناء عن خدماتها؛ بل تصفيتها كما جرى “للحارثي” و“المحضار” و“العولقي” و“خالد عبدالنبي” وعدد من الضحايا. وملخّص هذه التناولات هي أن “مجموعة شركات صالح وشركاؤه” المنشأة في الثمانينيات من القرن الماضي بتمويل من جهات إقليمية ودولية هي المالك الحصري لكل البنادق المستأجرة سواء أكانوا من الضحايا المحليين أم الوافدين من أراضي “السيوف البتّارة” في الصحراء حاملي الفكر الوهابي..!!. وتمتلئ هذه المقالات والمقابلات الصحفية بالمآسي والفجائع الإنسانية، حيث يقف وراء كل فعل شنيع ضابط استخبارات محلّي أو خارجي أو عميل سرّي دفعته كل الظروف متضامنة إلى التخلّي عن إنسانيته واستبدالها برؤى متيبّسة تدمّر مقابل حفنة من الريالات والدولارات، ونجحت هذه الشركة في تدمير الجنوب دون رحمة ومازالت هذه الشركة تعمل بعد خصام الشركاء سنة 1997م ومارس 2011م. وأفادت الروايات الصحفية المنقولة عن تقارير جهات ذات صلة بالشبكة الدولية للمخابرات الأمريكية الأوروبية أن عدداً من عناصر شركة صالح قد أثروا ثراءً غير مسبوق من عملية البيع والشراء “للبنادق البشرية المستأجرة” وأن هؤلاء الضحايا طالبوا ومازالوا يطالبون بمستحقاتهم من أمثال “الردماني”.