• أجرى ماسلو - عالم النفس الشهير – تجاربه وأبحاثه بخصوص الاحتياجات النفسية الأهم للإنسان، وخرج بهرم ماسلو الشهير، وجعل من أولويات الحاجات البشرية «الحاجة للتقدير والاحترام، الحاجة للشعور بالأمان، الحاجة للشعور بالحب». • ومن هنا فإن إشباع الحاجات النفسية للأبناء هي من أولى أدوار الآباء والأمهات تجاه أبنائهم وبناتهم. • وفي سيرته عليه الصلاة والسلام أنه كان يُقبِّل الأطفال «ويتشمّمهم» وهذا يدلُّ على عاطفة جياشة عادةً ما تكون عند الأمهات، وقلَّما نجدها عند الآباء. • الكثير من الآباء مازالوا يرون أن دورهم تجاه أبنائهم هو فقط توفير الطعام والشراب والسكن المناسب، والذهاب بهم إلى المستشفى عند الضرورة، وتوفير مصروفات ومستلزمات الدراسة، وغيرها من المتطلبات المادية، والكثير من الأمهات لايزلن يرين أن تربية الأبناء هي مجرد تجهيز الطعام وتنظيف البيت وترتيبه وغسل الثياب وكوايتها وغيرها من لوازم الرعاية المنزلية لأفراد الأٍسرة، ويجهلن أن هذه المفردات متعلقة بجوانب الرعاية، وأن التربية شيء آخر مختلف تماماً..!!. • والسؤال المحوري هنا: مَنْ المعنى بتأهيل الآباء والأمهات بمهارات وطرق تربية الأبناء والتعامل معهم..؟!. • هذه مسؤولية مَنْ في مجتمع نسبة الأمية فيه تصل إلى 60 %. • ألسنا متفقين أن بناء الأوطان لا يتم ولا يكون إلا إذا اُستثمرت كل مواهب وقدرات أبنائه..؟! والحقيقة الناصعة تقول إن «أيَّ خلل» في تربية الأبناء اليوم سيكون اختلالاً في بناء الوطن كله غداً. • الغريب أن في اليمن عشرات المجلات والصحف الصادرة ليست بينها صحيفة أو مجلة متخصّصة بتربية الأبناء والتعامل معهم في مراحل العمر المختلفة. • وهناك أكثر من عشر قنوات فضائية يمنية رسمية ومستقلّة وحزبية ليست فيها قناة واحدة ولا برنامج واحد مختص بتأهيل الآباء والأمهات في هذا الشأن الحيوي. • يا ترى هذه مسؤولية مَنْ..؟! الواضح أن الكل تخلّى عن أهم شرائح المجتمع، وأهم خلية في تكوينه وهي الأسرة، ولعل أوضح مثال في طريقة تعاملنا مع الأبناء هو حال التعليم اليوم، والغش المستشري في الامتحانات في ظل تجاهل الجميع..!!. • ومع ذلك كلنا نردّد: «الأطفال والشباب نصف الحاضر وكل المستقبل» عبث.. عبث والله. [email protected]