غَنِم مسعود برزاني الفرصة صراحة وأعلن للعالم قبل شعبه أن هذه الفرصة الناجمة عن انسحاب قوات الأمن العراقية من كركوك الأسبوع الماضي أمام زحف «داعش» الاسم المختصر لدولة العراق والشام الإسلامية وقال بأن الواقع الآن قد تغير ولم يعد للمادة الدستورية التي سنت بإشراف امريكي إسرائيلي رقم 142 أي معنى أن تقرير مستقبل هذه المدينة وتوابعها الغنية بالنفط والكثيرة الاثنيات عرب كرد، تركمان، شعية، سنة، هو هذا الواقع الجديد الذي سيكون وضع العرب فيه صعباً للغاية عندما تفرض حكومة برزاني قوتها العسكرية والأمنية وتبدأ بترحيلهم وتتمدد إلى مناطق أخرى تدعي أنها جزءً من كردستان العراق قريبة من السليمانية من الجنوب والتي هي الآن ومنذ الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003م.. وقد سارع رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو الأحد الماضي للإعلان عن ترحيبه بقرار مسعود برزاني أنه سيستخدم السلاح بنفسه في كركوك وأنها لن تخضع لأي إدارة غير إدارته ومن سيليه، وهذا اعتراف إسرائيلي باستقلال اقليم كردستان العراق استقلالا كاملاً، كون إسرائيل وضعت أقدامها بشكل فعلي في شمال العراق عندما فرضت امريكا وحلفاؤها منطقة شمال وجنوب العراق مناطق محظورة على الطيران العراقي وفتحت المجال للشركات والمخابرات الإسرائيلية العمل جنباً إلى جنب لإيجاد دولة في الشمال العراقي وجنوبه معادية لاقليم الوسط كالأنبار والرمادي والفلوجة وتضييق الخناق على سكان غرب العراق أي السنة حتى الاذلال والحرمان من كافة الحقوق وبحيث لاتستطيع أي قوة أن تقنع حكام العراق الجدد الذين قدموا على دبابات وطائرات وسفن القوات الامريكية والبريطانية وبمساعدة بعض القوى الإقليمية وعلى رأسها إيران وكل الذين تحالفوا ضد صدام حسين بعد أن كانوا يقدمون له الدعم المادي والمعنوي في حربه مع إيران التي استمرت تسع سنوات، وإزاء تقدم قوات العشائر العراقية ومعها «داعش» في الموصل ونينوى وصلاح الدين وبسط سيطرتها على مايقرب من أربعين بالمائة من مساحة العراق وهروب الجيش المالكي وأمنه من أمامهم وعدم تمكن قوات المالكي من استعادة الموصل والعودة إلى المعابر الحدودية مع سوريا والاردن، القائم والرطبة والكرامة فقد تداعت كثير من القوى على رأسها إسرائيل وإيران للحيلولة دون سقوط المزيد من المدن والمحافظات العراقية المرشحة لتوسع داعش والعشائر أو احتلال بغداد التي يقوم نظام المالكي ببناء سور إسمنتي حولها لمنع دخول تلك العشائر والفصائل المسلحة بغداد، كون ذلك يعني سقوط الحكومة الحالية ومجيء حكومة أخرى هدفها إعادة حقوق السنيين في المواطنة المتساوية، بالرغم من المخاوف التي يبديها الكثيرون من توجه النظام المنتظر السياسي والعقائدي خاصة إذا جاء على رأسه قادة دولة العراق والشام الإسلامية «داعش».. ومن المؤكد سيخرج التحالف الإسرائيلي الإيراني الكردي إلى الميدان وقد بدأ التحرك بهذا الشأن الأيام الماضية بافتتاح إيران على امريكا وإسرائيل بضرب «داعش» وعدم السماح بوقوع بقية العراق في أيدي هذه الجماعة دون ذكر العشائر العراقية التي تؤكد أن ثورة المعارضة للمالكي هي من أشعلها وأن استغلال اسم داعش ماهو إلا مغالطة وإنكار لقوة العشائر والمستفيد الوحيد في النهاية من استكمال تمزيق العراق هي إسرائيل وامريكا.