العمى والنفاق الفكري والسياسي والحقوقي, سيجعل السياسي اللامع يغض الطرف عن موت الضحايا، كون جهة القتل مناوئة لخصمه, الساسي أو الفكري، ستكتب الصحف في كل شيء, من الرياضة لحذاء وفستان مغنية الأوبرا في كل بلاد الدنيا, ستتصدر عناوينها كل مهاترات المقايل, وجلسات الموت الاجتماعي وستصمت عن عشرات القتل والموتى والجرحى بيد حليفهم السياسي, لن تتكلم المنظمات الحقوقية عن الآثار النفسية التي يعانيها الأطفال من وحشية الأحداث, لو أن القاتل, “يمشي” لهم ما يريدون وينفذ ويتعاون بلا نظير ويدخل في مسمى الطاعة الأممية, المنظر الثقافي والشاعر والأديب, سينحر حروفه ويلويها التواء, لكي لا تستبين معالم القاتل, ويدينه عالم الدين المستنير حد الظلام لن يترحم على الموتى والقتلى والمصابين, حتى لا يسحب منه. مصباح ووشاح ووسام الاستنارة المظلم.. خطيب المسجد المتخرج من دورات الحقوق برعاية جمعيات يسوع والصلبان, لن يجد وقتاً في خطبته وموعظته, ليذكر الإخوة في الوطن, فهم خارج برنامجه المقولب والمحدد سلفاً، من قبل الداعمين. شيخ المنطقة والقبيلة, سينسى العيب الملون والأسود, ويمضي منتشياً باستئجاره لناشطين يملؤون مقيله المقام قسراً وجبراً فوق سجونه الخاصة. الرسام أضاع الفرشاة وهو يتذكر دموع الموناليزا ولوحات السرياليين، ونسي دموع الجوعى والجرحى من أبناء النزوح, في الجبال والكهوف الذين رسمت دموعهم لوحات لن يغفلها إلا أعمى ومنافق. سيمر المنافقون على الأرصفة ويشيحوا بوجههم عن الزائرين الجديد للجولات والأرصفة. لن يتساءلون عن الضحايا, طالما هم لم يصلوا لمكاتبهم المخملية ومنظماتهم الحصينة، وأسوارها المليئة بالوهن والكذب والنفاق الملتوي بحبل المصالح والمنافع.. المتبادلة.. بينهم فقط.. ولا رحمهم الله.