لم يترك الشعراء الشعبيون بحضرموت شاردةً أو واردةً إلا وتناولوها في شعرهم ، وأغنوها بالوصف والتصوير، وقيَّموها بالمديح أو الذَّم ، وشفعوها بالنصح أو الوعظ . فهذا الشاعر” هادي عوض عسكول “ من شعرائنا القدامى يصف مساوئ امرأة السوء التي لا تجيد تدبير بيتها والحفاظ على مال زوجها من كثر تبذيرها ، فتدفع به إلى طريق الرشوة والرياء وغير ذلك . وفي هذا الصدد يقول شاعرنا “ هادي عسكول : كمين غالي سَيَّب امواله لعيناشانها ومسى مهيَّم من بلاده لاسمع خرطانها يصري مع الحرمه ويعطيها على تمناتها شاربه واللحيه بشاميه وهي بحسانها تأزيه ع الغالي ويخطر في اللعين واثمانها تكثر وصاياها وتهشل في طرق بلدانها اذا ضوت فكت عليه الموطره بلسانها ان عادها قصه قبيحه قادمه باسنانها لي تبغض الخاله وبوها لاضوى واخوانها ماهي سواء بعض المضاوي نعنبو نسوانها تفرح اذا زاد العشاء باتمتلي قدحانها وان قد قُصُر رجعت تُكرش راسها وآذانها أما المرأة الصالحة العاقلة المحُبَّة لزوجها فيمتدحها شاعرنا “ عسكول” بعد أن ينتهي من ذم نقيضتها في صدر البيت الذي يقول فيه :( الله يبيتها مع عيَّه مهب عكرانها ) ، ليعطف على ذكر محاسن المرأة الصالحة : بقوله (مابعضهن تستاهل المنِّه وربك زانها ) ، ثم يسترسل في الوصف قائلاً : سبحان من يخلق على الزينات عدل شانها تعلف على الصاحب من الخاطر وهو حبانها نسته شيبانه وهي تركت خبر شيبانها ذي عادة العشقه وعادة من بلغ ميزانها . كما برع شعراء حضرموت في وصف حالهم وما يلاقوه من جور ووما يحسون به من حنين تجاه مسقط رؤوسهم . فهذه قصيدة للشاعر الصوفي عمر بن عبدالله بامخرمه(توفي سنة952هجرية-1545م) تقطرحنيناً الى منطقة “الكسر” وأهلها من آل بن عقيل –بعد انْ نفاه السلطان بدر بوطويرق منها الى سيؤن – يقول فيها : بِن يزيد إنَها هَبَّتْ نسيم الْمَوَدّهْ نَسْنَسَتْ بَعَدْ مَامرّت مِن الليل وَهْدِهْ ذَكَّرَتْ قَلْبي الناسي مَواثِيق عَهْدِهْ ذِيك ذِي قدْ عَقَدَها مِنْ زَمَنْ لاهْل وِدّهْ في رُبى الْنّجد يالله هِبْ لِي نُود نَجْدِهْ فإنْ عَادِه يَبا يَارَبْ في الْكَسَرْ مَهْدهْ عَاد لِه فيه مَطْلَبْ بين “مذحج”و”نهدهْ” وأكثر الْقصِدْ هُو لي مُنْتَهَى كُلْ قَصْدِهْ بين”عَرشَان”و”الشِّجْنين”في خيربلْدِهْ في البلاد الذي هِي خير مِنْ مَصَرْ عِنْدِهْ شِبرْ مِنْ قَاعهَا يِعْدِلْ بصَنْعَا وصَعْدِهْ مايَبَا إلاَ لهَا سَعْيِهْ ورَعيِهْ وجَهْدِهْ إلى آخر القصيدة. ويقيني أنكم لاحظتم دقة الوصف وجمالية التصوير لمنطقته ( الكِسر) وبلدته ( غنيمة ) بلدة آل بن عقيل النهدي .