واكب الأحداث القائمة باليمن، ظهور الكثير ممن يطلقون على أنفسهم ناشط حقوقي وناشطة حقوقية، شعارهم الوقوف مع المواطنين في معاناتهم ومآسيهم، وصون حقوقهم من الانتهاكات والمصادرة، وكشف الجهات العابثة بمقدرات الوطن والمواطنين.. تلك إيجابية لكنها خرجت عن مسارها الصحيح، ساروا بخلاف ما يرجوه المواطنين، أغلب الناشطين والناشطات سخروا كل إمكانياتهم ،وحضورهم ونشاطهم لطرف دون طرف، ومن جلباب النشاط الحقوقي تحولوا إلى أبواق تخدم من يستقطبهم لمصالحه، تجاهلوا جوهر عملهم الوطني والإنساني، وركزوا على الولاءات الحزبية والمذهبية والمناطقية أحياناً، وتركوا الدور الأساسي الحقوقي للمواطنين دون تمييز.. تحوير دور الناشط الحقوقي والناشطة الحقوقية في خدمة شريحة في المجتمع تتعرض للظلم والقمع ومصادرة الحقوق، وانتهاك آدميتهم، إلى المناكفات الحزبية والطائفية، والهجوم على حزب وترك آخر، والتعصب مع جماعة دون أخرى، وفق الميول والرغبة والمصلحة، يسلبهم الدور الجوهري ويجعلهم أكثر ضرراً وتأجيجاً للأزمات بدلاً من خدمة المواطنين... ليس هذا دور الناشط الحقوقي والناشطة الحقوقية، فالنشاط الحقوقي لا يقبل التقزم والتحجيم، ينظر إلى الناس بعين الوطن الكبير، لا بعين الحزب والمذهب والمنطقة والعصبية والمصلحة ،ويرفض هذا النشاط الجليل التصنيفات والتقسيمات والتمييز بين أبناء الوطن.. على كل من يتبنى النشاط الحقوقي، الترفع عن الولاءات والعصبية والمصلحة الخاصة التي تفسد دوره الوطني والإنساني، ويفقد صفة تعني بخدمة الإنسان قبل كل شيء، أو يتركه حتى لا يسيئ للنشاط الحقوقي ويلوثه.. [email protected]