ثمة معطيات, وسياقات متعاقبة عن طبيعة وتاريخ تحالفات الصراع السياسي في اليمن بأبعاده وأجنداته المختلفة على مدى عقود مضت. ففي إطار معادلة السياسة والمصالح أخذت تلك التحالفات القديمة الجديدة في البروز أكثر في اليمن شمالاً قبل وبعد الوحدة السياسية في عام 1990م، حيث مثلت مركزية المهيمن على الحكم والتحكم حتى عبر تأثيرات ومفاصل شمولية ورجعيات استأثرت بالمقدرات وجغرافياً الإنسان والموارد الطبيعية ومثلما بقي الحال على مدى أكثر من 33 عاماً لاتزال تأثيرات نفس التحالفات في صناعة القطائع السياسية وعرقلة فكرة الدولة مستمرة من خلال اللعب بأوراق تخدم مصالح خارجية لكن ليس عبر ما سمي ب«بنظرية المؤامرة» بل عبر ومن خلال أدواتها في الداخل من جهويات ومشيخات وأسياديات وجنرالات ودعاة فتنة وعرابي فتاوى سياسية ودينية بالباطل استهدفت وتستهدف كل من تختلف معهم حد استباحة دماء شعب بكامله كما حدث في حروب وصراعات سابقة شمالاً وجنوباً. يمكن القول إن ثنائية تحالف رموز «القبيلة والإرهاب» لاتزال تطرح كخيارات لإمكانية إعادة إنتاج تحالفاتها بصورة أو بأخرى, وذلك ضمن معادلة اليوم والأمس بما مثلته وتمثله من حال تم خلاله ازدهار الخطاب الذي يتسم بطابع العنف السياسي ببعده الفرز الطائفي, والذي يصنع عبر ثنائيات الصراع مزيداً من الإنتظارات والقطائع وصناعة الفقر والبؤس والتعطيل لفرص الشعب في التحول والدولة, بقدر ما أبقى على الفقر كصناعة سياسية, وكذلك “القاعدة” كصناعة سياسية أيضاً وإقليمية أخذت مصالحها توجه طبيعة الصراعات وتقترح “هوياتها القاتلة” وفق حسابات وأجندات غدت أبعادها واضحة المعالم وبديهية اليوم. [email protected]