قاموس اليمن التاريخي والسياسي حافل بالدماء والصراعات والنزاعات والحروب حول السلطة.. ومشحون بالتوترات والمؤامرات والتدخلات الإقليمية والدولية.. رغم صراع الأيديولوجيات.. وتنافس القوى القديمة المأفونة بحب السلطة.. فالرئيس هادي كسادس رئيس للجمهورية اليمنية.. جاء من قلب المؤسسة الدفاعية البطلة.. ومن وجدان الشعب اليمني الأبي.. وفي ظروف غايةً في الحساسية والضبابية والتعقيد.. رغم أنه رئيس توافقي تم اختياره عبر المبادرة الخليجية التي ساعدت على تهدئة الأوضاع السياسية الخطيرة التي كادت تعصف بالوطن.. وجاء كذلك عبر انتخابات شعبية حرة ونزيهة إلى سدة الحكم.. رغم كل التحديات والمعوقات والأزمات التي يصنعها المأزومون من صناع القوى القديمة إلّا أن الرئيس هادي يبذل قصارى جهوده وإمكاناته وقدراته.. وبكل ما أُوتي من قوةٍ وعزيمةٍ وصبر لإخراج الوطن من أزمته ومحنته الراهنة عبر تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. وبناء الدولة المدنية الحضارية الحديثة التي يتطلع إليها كل أبناء الوطن.. فالمأفونون فكرياً وعقائدياً وأيديولوجياً لم يهدأ لهم حال.. ولا يستقر لهم بال إلّا عندما يشاهدون استعار الأزمات، والصراعات المذهبية والطائفية والجهوية تعم كل أرجاء الوطن.. حينها يتباكون على أطلالهم.. وقصورهم.. وجواريهم “الخدم والحشم”.. هم يعيشون لحظة الماضي بكل هذيانه وجنونه وفنونه.. رغم المأساة والنكبة التي حلّت بهم.. ولكن يحاولون عبثاً وانتقاماً تمزيق وحدة الولاء الوطني بين أبناء الوطن الواحد داخل المؤسسة الدفاعية والأمنية ببث الدعايات الزائفة.. والشائعات المضللة لزعزعة الأمن والاستقرار.. وخلخلة النسيج الاجتماعي.. ليس لهم من هدفٍ سوى إغراق الوطن في أوحال من برك الدماء والمؤامرات والدسائس والتخابر مع القوى الخارجية العميلة لإفشال مشروع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.. وبناء الدولة المدنية الحديثة.. ولذلك يجندون كل أفرادهم المأفونين عقلياً ونفسياً وعقائدياً من السوقة والدهماء والبسطاء والسذج ويغرونهم بالمال والسلاح وما لزم ذلك من لوازم خاصة.. مستغلين أوضاع الناس المعيشية.. ليفجروا الأوضاع اقتصادياً، وأمنياً، واجتماعياً على مستوى كافة المحافظات والمديريات.. وضرب أبراج الكهرباء.. وتعطيل مصالح الناس بافتعال أزمات النفط والديزل والبترول.. وقطع الطرقات عبر مدن المحافظات والمديريات حتى ييأس المواطنون أن لا مفر ولا مهرب إلا بالرجوع إلى الماضي.. وزمان الوصل بالأندلس.. علينا أن ندرك أن الرئيس هادي يريد أن يخرج من المعركة الفاصلة بأقل الخسائر.. حقناً لدماء اليمنيين ولمصلحة الوطن العليا.. فهو ذو عقل ثاقب.. وذكاء حاد.. ورؤية استشرافية طموحة.. يراقب الأحداث والوقائع بمنظور أحادي وآني ومستقبلي واستشرافي ذي أبعاد متباينة.. فهو يفكر بحكمة الشيوخ.. ودهاء السياسيين المتمرسين.. وذكاء العسكريين المحنكين.. والقادة الميامين العظماء بأن مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة ليس سهلاً في مجتمع قبلي متشابك ومتصارع.. بالنهار جمهوري.. وبالليل ملكي.. لذا وذاك لا يكون إنقاذ الوطن مما هو فيه إلا بالاصطفاف الوطني الشامل الكامل من حوف إلى الجوف.. ومن عدن إلى صنعاء.. حفاظاً على الوحدة اليمنية.. وصوناً لمنجزات ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.. وإرساءً لقيم الولاء الوطني الصادق.. ولمبادئ الانتماء لتربة هذا الوطن الغالي.. نحن في زمنٍ كثر فيه أعداؤنا.. وقل فيه أصدقاؤنا.. وكثر فيه المتمصلحون.. وقل فيه المخلصون.. حتى أصبح الوطن ألعوبة في أيدي السفهاء والجهلاء يشرقونه متى ما شاءوا.. ويغربونه متى ما شاءوا.. يكفي الوطن حروباً ودماءً.. يا دعاة الويل والثبور.. ويا صنَّاع الأزمات والمماحكات.. فالوطن أمانة في أعناقنا جميعاً.. فقد مسنا الضر جميعاً.. وما عاد في اليمن شيء حلا.. حتى مُنعنا القطر من السماء.. وحرمنا من نسائمه العليلة.. وتبدلت أصوات الرعود بأصوات أسلحتكم الفتاكة.. وكان الله في عون اليمن!!..