من المؤسف حقاً أن نجد في بعض أوساط النُخب الأكاديمية وأساطين السياسة وشريحة واسعة من الأدباء والمثقفين وأرباب الأقلام من يحملون أفكاراً عقيمةً ومبادئ سقيمةً ونظرياتٍ باليةً ورؤى انشطارية مذهبية عرقية ضالة ويدافعون عنها حتى الموت؛ وسلفاً يعلمون أنها كلمة باطل يُراد بها حق لحاجةٍ في نفس يعقوب. السؤال الذي يفرض نفسه الآن على المشهد السياسي: لماذا يريد المعرقلون وضع البراميل المتفجّرة أمام مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل؟!.. إنه الجنون والحقد الأعمى الدفين الذي يسوق الإنسان إلى حتفه رغم أنفه. إن الخطابات الترهيبية قد ولّى زمنها واندثر، فالذين يناصبون الوطن والشعب العداء، محاولين تشويه سمعة ودور ومهام المؤسسة الدفاعية والأمنية بإثارة الفتن والفوضى عن طريق تغذية وتنمية ودعم الجماعات الإرهابية الضالة المضلّة فكرياً وعقائدياً ومذهبياً، وطمس دورها الوطني الرائد في الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية؛ نقول لهم: الوطن هو الباقي، أما الذين مازالت قلوبهم مسودة بصدأ الحقد والانتقام والكراهية، وملأى بالشحناء والبغضاء، وباعوا ضمائرهم رخيصةً بثمنٍ بخس دراهم معدودة من أجل تدمير وتخريب منجزات الوطن، فالواهمون الساقطون في وحل التآمر الظلامي وأذياله بكافة مشاربهم ومكوّناتهم المتناقضة المتخبطة في دهاليز الدسائس وغرف المؤامرات القاتمة السواد، دون شك أن ما يروجون له من شائعات ودعايات كيدية عبر وسائل إعلامهم الهزيل، وصحفهم الساقطة تؤكد مدى الهزائم النفسية والأسقام الذهانية التي يعانونها جراء القرارات الدولية التي أصدرها مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات رادعة ضد معرقلي التسوية السياسية، ومهدّدي أمن واستقرار اليمن أياً كانت مناصبهم السياسية أو الاعتبارية أو القبلية. أما الذين يعتقدون - وهماً - أنهم قادرون على اختراق المؤسسة الدفاعية والأمنية التي غدت اليوم قوةً ضاربةً في يد الشعب، مستوعبةً ومدركة مجمل مهامها وأدوارها الوطنية والقومية والدفاعية المقدّسة أكثر من أية مرحلة مضت، غير آبهة بما يروّج ويُنشر في صحفهم الهزيلة ومواقعهم الإخبارية الملفّقة من أكاذيب ودعايات محرّضة، وأضاليل تهدف في محتواها ومضامينها إلى إثارة القلاقل والفتن وترويع الآمنين، وشق الصفوف بين أبناء الوطن الواحد، وإيجاد الثغرات، وإذكاء النعرات لينفذوا منها إلى قلب المؤسسة الوطنية الكبرى لتمزيق وحدتها وشق تلاحمها وتفكيك روح ولائها الوطني، ولكن فات عليهم أن شعبنا الأبي العظيم يعتز دائماً بقواته المسلّحة والأمن التي تقف دوماً في مقدمة الصفوف لتأمين مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وإرساء دعائم الدولة اليمنية الحديثة، دولة المؤسسات الاتحادية التي ترسي أسس توزيع الثروات بالتساوي والعدل بين أبناء الوطن الواحد. فالمؤسسة الدفاعية والأمنية اليوم غير الأمس؛ تقف على خط واحد في خنادق البطولة ومواقع الشرف والفداء دفاعاً وذوداً عن حياض الوطن من حوف إلى الجوف، وهذا ما يغيظ التخريب وأصحاب المشاريع الصغيرة والذين في قلوبهم مرض حب التسلط والسلطة. لنا أن نتساءل: رغم علمنا المسبق بنوايا تلك الشرذمة الضالة المضلّة التي تظهر خلاف ما تبطن، لماذا هؤلاء المأزومون نفسياً يخشون عظمة قوة وتماسك شعبنا، وسياج الوطن المتين، ولماذا يخافون من المناخات الآمنة والمستقرة..؟!. علماً أنهم يدركون دور ومهام ومسؤوليات المؤسسة الدفاعية والأمنية في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وتثبيت أسس النهج الديمقراطي التعددي، وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي أصبح جزءاً لا يتجزّأ من منجزات ومكتسبات ثورة 21 فبراير 2011م. ألم يدرك هؤلاء وأولئك أنه لولا تضحيات وبطولات أبطال قواتنا المسلّحة والأمن، وأنهار الدماء الطاهرة الزكية التي قدّمها الشباب لما انتصرت إرادة الشعب، لماذا اليوم ترتفع أصواتهم وأبواقهم المأجورة لتشويه صورة الوطن، ألم يتعظوا من دروس وعبر وتجارب الماضي القاصي والداني، وما يدور اليوم في محيطنا الإقليمي والعربي والدولي..؟!. إلى هنا يكفي مزايدات ومحاولات فاشلة وبائسة ضد الوطن والمواطن وقواته المسلّحة والأمن، مهما فعلتم من أعمال إجرامية أو مخططات تآمرية ستبوء بالفشل وتذهب أدراج الرياح، أما قواتنا المسلّحة والأمن فستبقى حصن الوطن المنيع وقلعته الحصينة ودرعه الواقي المتين والصخرة الصلبة التي تتحطم عليها كل مؤامرات الخونة والمارقين أعداء الوطن والشعب الذين ما برحوا يناصبون شعبنا وثورتنا الشبابية العداء عبر إعلامهم وكتاباتهم المهترئة معنىً ومبنىً. تلك هي الحقيقة الساطعة التي ما دونها ترهات وخزعبلات وهرطقات عقول مأفونة بعفن الماضي وذكريات مأساوية سطّرها الحاقدون، ونفّذها العملاء الخائنون الذين أقسموا اليمين وباعوا الوطن من أجل ثمن بخس دراهم معدودة. صفوة القول: إن الشعوب الراغبة في استعادة مجدها وحضارتها ورقيها وازدهارها لا يكون إلا في إصلاح أوضاعها الفكرية والعقدية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، دون ذلك سنظل نتقاتل وتُسفك دماؤنا من أجل تأويلات جائرة وسلوكيات منحرفة موغلة في الغلو والتطرُّف والانغلاق الفكري والمذهبي الأعمى.