ماذا يريد هؤلاء النفر النشاز.. وهم يدركون سلفاً أن الوطنية ليست بالأنساب.. ولا بالأحساب.. ولا بالسلالات.. ولا بالولاءات الطائفية أو النعرات العصبوية..؟! إذا تأملنا فكر تلك الجماعات الحاقدة التي تحاول اليوم استغلال الأوضاع الراهنة، وتجييرها لأهدافٍ آنيةٍ وسياسيةٍ غادرةٍ وصولاً إلى تحقيق مآربهم التآمرية الظلامية العنصرية الأسرية السلالية التي أكل وشرب عليها الدهر.. فكل مشاريعهم الآن تصبُّ في بوتقة المثل الشعبي القائل: «حبّتي والَّا الديك».. وكأن الوطن أصبح ورثةً وميراثاً لأجدادهم الأولين.. ورثوه جداً عن جد. هذه مخرجاتهم السلالية النتنة.. وأفكارهم السقيمة الملوثة بالعنصرية والانفصالية الداخلية.. والخارجية التي تروّج لأفكارها إعلامياً.. ليُذاع صيتها.. ويدوّي صوتها عبر المنابر لتسري سمومها إلى عقول البسطاء والدهماء والسوقة من الناس.. بتأجيجهم وتحريضهم.. وزرع الشحناء والبغضاء والحقد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد.. هم يدركون.. ولكن يتمرّدون.. أن هناك قضايا استراتيجية مهمة وعاجلة تتطلب منا جميعاً الوقوف بحزمٍ وقوةٍ على إنجازها بموجب ما حددته وثيقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. وبالاتفاق مع كافة القوى الوطنية والسياسية والحزبية بمختلف أطيافها.. ولكن هناك قوى مأزومة ومأفونة توهم نفسها.. وتحلم بالماضي.. والأيام الخوالي.. فتقوم بعمل مناوشات ومماحكات غير مسبوقة بتأجيج الشارع العام.. بافتعال الأزمات.. وزرع المشاحنات والاحتفالات.. حتى تقلق الأمن والاستقرار.. والسكينة العامة.. واهمةً أنها عبر وسائل إعلامها المعتوه المأفون ستصل إلى مبتغاها.. ولكن هيهات لها.. ثم هيهات.. فمواطن اليوم ليس كالأمس.. فيكفي عندما قدم بالأمس صدره عارياً متحدياً ترسانة النظام البائد.. كجبال اليمن الشمّاء.. رافضاً الحكم الأسري المستبد الجائر. يا خفافيش الظلام لا تحاولوا الاصطياد في المياه العكرة.. ولا تحاولوا دغدغة عواطف المواطنين بالأوضاع الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد.. فكلنا في سفينة واحدة.. والمطلوب من الجميع الاصطفاف والتماسك والتلاحم الشعبي خاصة في ظل المرحلة القادمة الحرجة والخطيرة.. وعلى كل الشرفاء الأوفياء أن يبذلوا قصارى جهودهم لتوعية الخارجين عن النظام والقانون.. وأن لا يمزّقوا.. ولا يخرّبوا بأيديهم وأيدي أعدائهم «البيت الكبير» الذي هو ملاذنا دائماً في السرّاء والضراء وحين البأس.. لذا لا داعي للمزايدات.. والمماحكات.. والمشاحنات..!! أما كان الأجدر بنا جميعاً من باب الذوق واللياقة الأدبية.. والدبلوماسية الراقية عدم نقض العهود والمواثيق؟.. ولكن إنهم أناسٌ غارقون في برك أحقادهم الآسنة.. وأطماعهم الآثمة.. وخزعبلاتهم الآفنة.. وأوهامهم الظلامية الآبقة. خلاصة القول هي: كلنا ندرك.. وهم يدركون كذلك.. أن كل هذه الغوغائيات والانتفاضات تقف وراءها مافيا من المأجورين والمتمصلحين والانتهازيين الذين فقدوا مصالحهم ساعة العُسرة.. وأصبح هدفهم واضحاً وضوح الشمس في كبد السماء.. وهو عرقلة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. وإعاقة المسار الديمقراطي.. وإفشال مشروع الدولة المدنية الحديثة.. زاعمين أنهم بأفعالهم هذه سوف تختفي أعمالهم الظلامية.. ولذلك أوراقهم أصبحت مكشوفة.. وأساليبهم مفضوحة.. ولكن بقيادة المناضل الجسور الصبور الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية الذي تحمّل الكثير.. وصبر صبر أُولي العزم من الرسل تجاه كل الأزمات والاضطرابات والمحن التي كادها الكائدون.. والماكرون.. والانتهازيون استطاع أن يقود ويُبحر بسفينة الوطن بحصافةٍ وريادة إلى شاطئ الأمان.. شاء من شاء.. وأبى من أبى.. لأن التاريخ يؤكد لنا ويكشف كل ما أخفته الأنظمة الفاسدة مهما عاشت لا بد لها من لحظة سقوط مروّع.. واندثار مرير.. وفضيحة شنعاء.. ففناؤها في جذورها الأولى مهما نمت أو تنامت.. أو استنامت.. لأنه ما بُني على جرفٍ هارٍ سرعان ما ينهار ويتلاشى..!! فبشائر النصر اليماني قادمة بمشيئة الله.. وما يلقّاها إلا الذين صبروا.. وما يلقاها إلا ذو حظٍ عظيم..!!.