يبدو أن البعض قد جُبلوا على الانتهازية ولم يعد تفكيرهم في كيفية إصلاح ذات البين وإزالة رواسب الحقد والغيرة التي تمكّنت من البعض الآخر وقادتهم إلى الوقوع في شرك الانتهازيين الذين لا يجيدون غير صناعة الفتن وإشعال الحروب وإغلاق أبواب التسامح والتصالح، فالأحداث الأخيرة تعطي دليلاً قاطعاً على الانتهازية وعبثية النفوس المريضة وأنانية القلوب السقيمة من خلال الايحاءات الكاذبة والفاجرة باتجاه التصرّفات الهمجية الفاجرة التي لا تحقق غير المزيد من تأزيم الحياة وتعقيد السلوك وفتح جروح جديدة أكثر إيلاماً للوطن، والحكيم القادر الذي يجعل من تلك التصرّفات العبثية شهادة على عجز الحاقدين وبياناً عملياً على قوة اعتصامه بحبل الله المتين لينقلب بعد ذلك الصبر الجميل، السحر على الساحر والفعل على الفاعل، لتظهر الحقيقة ناصعة بسبب إغراءات الوهم الذي استغله البعض ليحققوا من خلاله أغراضهم الدنيئة لإلحاق الضرر بجسد الوطن المُثقل بتفاهاتهم وقلة عقولهم وضعف إيمانهم وعدم اكتراثهم باستراتيجية بناء الدولة وقوة الإرادة الوطنية. إن الحكيم والقادر هو من يتحلّى بالصبر الجميل ويضع نصب عينيه مصالح البلاد والعباد ورضا الله أولاً وأخيرا،ً ونحن على يقين قطعي أن من يتحلّى بالصبر الجميل ويتشح بالحكمة ويتوّج نفسه بالاعتصام بحبل الله المتين هو القادر الحكيم الذي جرّب الحياة ومكر الانتهازيين وسبر أغوار فجورهم ونكوصهم بالوطن ومصالحه أما الذين فاتهم قطار الحكمة وتجاوزت تصرفاتهم الاعتصام بحبل الله المتين فقد وقعوا في شر أوهامهم غير المعقولة التي فتحت الباب أمام الانتهازيين الذين أحكموا السيطرة على نوافذ الحكمة ومنعوا وصولها إليهم وفتحوا لهم أبواب جهنم الحمراء ليلجوا فيها وهم يدركون أزيزها ولا يدركون خطورة مسارهم الذي اختاره لهم الانتهازيون الأفّاكون. إن الصبر الجميل والتعامل الحكيم يمكّن الحكماء من تحويل الشر إلى خير ليفضح صنّاع الشرور ويقدّم البيان العملي على عدم قدرتهم على بناء الدولة، وقد أدرك الحكماء في اليمن أن للشر أذرع ولكنها هزيلة أمام الصبر الجميل والاعتصام بحبل الله المتين، ولذلك نكرّر الدعوة إلى صنّاع الشرور للعودة إلى جادة الصواب والكف عن الاستغلال الفاجر والانتهازية الحاقدة والاتجاه صوب الشراكة في إعادة بناء الدولة اليمنية بإذن الله.