الحقد الناتج عن التربية المغلقة يولّد أحقاداً لايدرك أصحابها اتجاه مسيرهم على الإطلاق وإنما يجعلون من أنفسهم أدوات تحت تصرف الغير, لأن عمى البصيرة قد سبق عمى البصر، الأمر الذي منعهم من استخدام العقل وقد سحب كل خير من عقول الذين قبلوا بالتربية المغلقة فأضلّهم من ربّاهم ومسخ شخصيتهم وجعلهم مجرد تابعين يفعلون مايأمرهم من انتزاع الخير من عقولهم وقلوبهم. لم يعد من الممكن السكوت على الممارسات العدوانية التي يمارسها بعض الحاقدين على الدين والوطن والانسانية, وأصبح الواجب الحديث عن تلك الأفعال والتحذير من تماديها, لأن ديننا الاسلامي يأمرنا بقول الحقيقة وعدم السكوت على من يحاول النيل من السكينة العامة أو يثير الفتن أو يعرّض الوطن للخطر الخارجي, وهذا الواجب لم يعد اليوم فرض كفاية بل فرض عين على الكافة القيام به من أجل الحفاظ على سلامة المجتمع وحماية مكارم الأخلاق ومنع الانحراف الذي طغى على السلوكيات المشينة التي جاءت عقب أحداث 2011م واستفحل أثرها وأحدثت شرخاً في النسيج الاجتماعي واعتدت على المبادئ والقيم الروحية. إن المجتمع اليمني اليوم أمام تحديات بالغة الأهمية ينبغي عليه أن يدرك خطورة الآثار الكارثية التي ظهرت في السلوكيات الدخيلة على مجتمع الإيمان والحكمة وأثّرت بشكل غير مسبوق على جوهر الإيمان والحكمة لدى البعض من الذين لايؤمنون إلا بالمادة ولايُدركون غير الجشع والهلع والكسب غير المشروع, ولايخضعون إلا لقيم الفجور المنافية لجوهر الإسلام عقيدة وشريعة, ولكي يكون المجتمع في أمان من هذه الظواهر الفاجرة فإن عليه المزيد من الاعتصام بحبل الله المتين، لأنه طوق النجاة الآمن من الفتن الظاهرة والباطنة اليوم وهو السبيل الذي يوصل اليمن وأبناءه كافة إلى برّ النجاة والسلامة بإذن الله.