إن المُشاهَد على أرض الواقع لايدل على الشعور بأمانة المسئولية ولايدل على أن بعض القوى السياسية قادرة على الوفاء بالعهود والالتزامات، لا أمام الوطن والمواطن ولا أمام الغير, باعتبارها قوى لاتؤمن بالتداول السلمي للسلطة، وأن سعيها الدائم والدؤوب من أجل منع قيام العملية الانتخابية, ولأن الهدف مبيّت ضد مبادئ الديمقراطية ومنع الشعب من حقه في امتلاك السلطة وممارستها على أرض الواقع فإنها تسعى إلى البحث عن الخيال ولايمكن أن تقدم مايتناسب مع الواقع ومقدراته, لأنها تدرك أن الشعب لن يسكت على الزيف والتدليس والفجور. إن الإصرار على خنق الحقائق ولي أعناقها واحد من الدلالات العملية على عمق النوايا غير السوية المبيتة, وهذا من أشد الأخطار على مستقبل أجيال اليمن الواحد ومن الأخطار الماحقة التي تهدّد الحياة الاجتماعية والاقتصادية وتقود إلى تفكك المجتمع وضياع الدولة ونمو الشر وتعاظم أمره, ولذلك ينبغي على الشعب أن يشدّد على الاستمرار المطلق والدائم بالاعتصام بحبل الله المتين, لأن الله تعالى كفيل بإفشال كيد الحاقدين والفاشلين. إن قوة الاعتصام بحبل الله المتين تحتاج إلى الصبر واليقين بأن الله قادر على كل شيء وسيرد كيد الكائدين في نحورهم ويحفظ اليمن الواحد والموحد ويفضح غدر الخائنين وسوء نوايا الكاذبين, ولذلك ينبغي عدم الانجرار خلف الشعارات الجوفاء والالتزام بالصدق مع الله تعالى والناس أجمعين من خلال التزام أوامر الله واجتناب نواهيه. إن المرحلة الحالية تحتاج من الكافة إلى تمحيص الأمور وإعادة النظر في كل ماجرى واستخدام العقل في كيفية الحفاظ على وحدة الأرض والدولة والإنسان والاعتبار مما حدث من الدمار الذي طال كل بيت يمني بسبب كارثية الأزمة التي عاشها اليمن واليقين أن الأطروحات المستجلبة والنماذج التي تحاول قوى الكيد تزيينها ليس لها من هدف غير إلحاق الضرر باليمن وأهلها, وهنا ينبغي على العقلاء والحكماء مراجعة أحداث الأزمة بروح المسئولية من أجل إخراج اليمن إلى بر الأمان بإذن الله.