الحكمة التي ينبغي أن تظهرها القوى السياسية الفاعلة في ساحة الفعل الوطني اليوم تكمن في قدرتها على منع الانحراف بمسار التسوية السياسية والعمل على إنجاز ماتبقى من المهام الوطنية الكبرى التي من أبرزها إنجاز مشروع الدستور والاستفتاء عليه من أجل الوصول إلى الانتخابات العامة التي تتيح له فرصته المطلقة في حق الاختيار الحر لمن يمثله في سلطات الدولة المختلفة ,وهنا تكمن الحكمة وتظهر قوة الإيمان وليس في إثارة الشارع والسعي لخراب البيوت وتدمير المقدرات والإنجازات الوطنية.. إن القوى السياسية التي تعتقد أنها قادرة على السيطرة والتحكم في رقاب الناس ومقدرة الدولة من خلال اقلاق الأمن ومنع عجلة التنمية وحرمان الناس من مصادر عيشهم لاتمتلك أدنى قدر من الشعور بأمانة المسئولية ولاتحترم العهود والمواثيق ولا تقيم وزناً للمبادئ ومكارم الاخلاق، بل إنها تضيف إلى رصيدها رصيداً جديداً من الكره الشعبي والرفض المطلق لمثل تلك القوى ، لأنها بانتهاج اسلوب الفوضى إنما تعبر عن الانتهازية والرغبة المطلقة في فرض الهيمنة والسيطرة على رقاب الناس وإحكام السيطرة على مقدرات الوطن بالقوة ، وهو اسلوب يقدم دليلاً قاطعاً على عدم الرغبة في بناء دولة محاولة مفضوحة لانهاء ماتبقى من مؤسسات الدولة خدمة لأعداء اليمن.. لقد ادرك الشعب أن تلك التصرفات الهمجية لاتقود إلا إلى المزيد من التدمير والتخريب ولم يعد الشعب يثق بالقوى المستقوية بالعنف والإرهاب ولم يعد أمامه غير المضي بخطى الواثق والمعتصم بحبل الله المتين صوب الانتخابات العامة باعتبارها الأداة المشروعة الوحيدة في الوصول إلى السلطة ،ومن أجل ذلك ندعو العقلاء والحكماء في كل القوى السياسية إلى منع الانزلاق في مستنقع الفتنة والاتجاه صوب منح الشعب حقه في الاختيار الحر المباشر ولاسبيل لنا في الخروج من النفق المظلم إلا العودة إلى جادة الصواب واستكمال مسار التسوية الوطنية.. بإذن الله.