العنف والعنف المضاد لايمكن أن يقدم للمجتمع غير الدمار الذي أسس له تجّار الحروب وصنّاع الفتن والأزمات, لأنهم يدركون أن الوصول إلى رغباتهم الشخصية الذاتية الآنية لايمكن أن يتحقق عبر وسائل وآليات ومبادئ الديمقراطية, ومن أجل ذلك يعملون ليلاً ونهاراً من أجل تأزيم الحياة ويدفعون إلى الفوضى والتخريب باعتبارها البيئة الخصبة التي تزيدهم ثراءً وتبجحاً وهيمنة وسيطرة على مقدرات الشعب , وقد برهنت الأحداث المأساوية أن الشعارات التي استخدمتها بعض القوى السياسية لجر البسطاء من الناس إلى هاوية الفوضى والدمار لايمكن لتلك القوى أن تعمل على ترجمتها على أرض الواقع لأنها مجرد وسيلة لتحقيق غاية شيطانية وهي إحكام التسلّط والسيطرة لتحقيق المنافع الخاصة. إن الاصرار على عدم احترام آليات ومبادئ وقيم التداول السلمي للسلطة ومحاولات منع الشعب من حقه في الوصول إلى الاختيار الحر والمباشر عبر صناديق الاقتراع واحد من أعظم الأدلة القطعية التي تؤكد أن تلك القوى لايهمها سوى مصالحها وتنمية سطوتها على مقدرات الشعب وإحكام السيطرة على رقاب الناس بالقوة, وأن الاتجاه صوب آليات ومبادئ الديمقراطية من الأمور التي لم تؤمن بها تلك القوى , بل أن المحللين السياسيين والمراقبين الدستوريين يلاحظون أن هذه القوى حريصة على عدم الوصول إلى حق الشعب في الاختيار الحر من خلال الانتخابات. إن على القوى الوطنية التي جعلت مصلحة الوطن العليا فوق كل المصالح الأخرى أن تدرك بأن القوى النفعية والانتهازية لايمكن أن تفكر في حق الشعب في الاختيار الحر عبر صناديق الاقتراع ,لأن فرصتها هي في استمرار الفوضى والدمار ,ولذلك ندعو كل قوى الخير والسلام المؤمنة بحق الشعب في الوصول إلى الانتخابات العامة إلى التكاتف والتوحّد لإنجاز اصطفاف وطني شامل لكل قوى الخير والسلام من أجل الوصول إلى حق الشعب في الاختيار الحر وإسناد رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي لإنجاز هذا الاستحقاق الديني والوطني والإنساني من أجل إيصال اليمن الواحد إلى بر الأمان.. بإذن الله.