الإمعان في التبعية والتقليد والرغبة في الاستسلام للغير نكاية بالوطن والمواطن من العيوب القاتلة التي تجعل الشعوب تُحجم عن منح الثقة لأيّ منحرف عن المسار الوطني الذي يجسّد حرية واستقلال الوطن ويعزّز تجميع عناصر القوة القومية للجمهورية اليمنية ويعمل على حماية كرامة إنسان اليمن في كل مكان وزمان, كما أن المضي في طريق الغير مفسدة ومذلة لاترفع من شأن الوطن بقدر ماتجعله مرهوناً لمن يرغب في تدميره وإنهاء وجوده. إن التحذير من التقليد وعدم الالتزام بثوابت الدين والوطن لم نطلقه اليوم فحسب بل منذ أن عرفنا الحياة وسبرنا أغوارها وذقنا مرارتها وتجاوزنا مخاطرها, ومازلنا وسنظل نحذّر من ذلك التقليد والغرور والتجاوز للثوابت, ولن يحقق الرضا والقبول، القاعدة الأساس في الشرعية السياسية والشرعية الشعبية إلا الالتزام بالثوابت الوطنية وإعادة الاعتبار لمكارم الأخلاق والكف عن الخطاب الكيدي وممارسة عنترية الإقصاء والاجتثاث الهمجية ضد أبناء الوطن بهدف إرضاء نزعات عدوانية شيطانية. إن التبرّم والضجر اللذين يطفوان على السطح يومياً ناتجان عن الممارسات الانتقامية التي تمارسها عناصر القوى السياسية التي وصلت إلى الشراكة عبر التسوية السياسية وأنكرت مفهوم التسوية وتخلت عن العهود والمواثيق التي وقّعتها وادعت الثورية وخالفت مبادئ مكارم الأخلاق واحتكمت إلى الشيطان وألحقت الضرر بكل شرفاء الوطن وسيطر على تصرفاتها في كل موقع وصلت إليه مفهوم الاجتثاث والإبعاد والتركيع والتجويع، وقد حذّرنا كثيراً من هذا التقليد الأعمى والمحاكاة المجنونة, وقلنا كثيراً إن اليمن لايمكن أن يكون كالبلدان التي انتهجت هذه الأساليب العدوانية, بل وطالبنا بألا نتغاضى من مخلّفات تلك الأساليب الفاجرة في البلدان التي اعتمدتها ومع ذلك ظلّت بعض القوى السياسية أو عناصر فيها تعتمد أساليب القهر والإذلال دون أدنى قدر لمكارم الأخلاق. إن المتاح مازال قائماً والعودة إلى جادة الصواب مازالت ممكنة وتقديس مكارم الأخلاق مازال متاحاً, ومن أجل ذلك نكرّر الدعوة لتلك القوى التي انحرفت عن مفهوم الشراكة وأصابها الغرور إلى العودة إلى الصواب من أجل شراكة حقيقية لبناء المستقبل بإذن الله.