الرغبة المطلقة التي تظهرها بعض القوى السياسية في العبث بالمال العام لممارسة الإقصاء والتهميش المتعمد تعطي برهاناً جلياً لفهم عميق لتلك القوى أن المهم والأهم والأكثر أهمية ليس الوطن بكل مكوناته الجغرافية والبشرية، وإنما الحزب أولاً وأخيراً وأعضاء الجماعة فقط وما دون ذلك من المكونات ليسوا في حسبان تلك القوى ولا يمثلون رقماً في حساباتهم، والرضا والقبول الذي تسعى إليه تلك القوى وتستمد قوتها منه هي القوى الأجنبية فقط، وتعتقد تلك القوى أن ممارستها هذه في بلد الإيمان والحكمة صائبة وتقودها إلى تحقيق رغباتها الاستثمارية لنهب مقدرات الشعب، ولم تدرك بعد أن هذا الأسلوب واحد من أسباب زوالها وعدم بقائها، والأكثر من ذلك أن بعض تلك القوى لم تستفد من تجارب الحياة ولم تتعظ مما يدور حولها في العالم. إن الإصرار على قهر إرادة الشعب بأساليب الاستفزاز والإقصاء وعدم احترام الإرادة الكلية للشعب والاستقواء بالغير من الأمور التي ثبت فشلها في تاريخ الحياة السياسية وخصوصاً في يمن الإيمان والحكمة، ولا يثبت ويستمر ويحقق الإنجازات التاريخية التي تخلد ذكره سوى من ينطلق من الشعب وإلى الشعب ويستمد قوته من الله وحده لا شريك له في ذلك مطلقاً، ويجعل من رضا وقبول الشعب غايته ووسيلته في تحقيق بناء الدولة اليمنية القوية والقادرة والمقتدرة. إن الخبرات التي تقدمها القوى العاشقة للسلطة من خلال المشاهد في واقع الحياة لم تكن فالحة في تاريخ حياتها إلا في محاولة إرضاء أعداء الأمة العربية والإسلامية وسجل تلك الخبرات مليء بإنجازات إرضاء الغير منذ أمد بعيد، وقد برهنت تلك الخبرات على استمرارها في إرضاء الغير من خلال الإصرار على تقسيم البلاد وتمزيق وحدتها ونهب خيراتها والعبث في مقدراتها، ولذلك ننصح العقلاء في تلك القوى بضرورة العودة إلى الله أولاً ثم الكف عن مسايرة من يريد تدمير الوطن وتمزيق وحدته والاعتماد على الصدق والمصارحة في سبيل حماية وحدة الوطن والانطلاق صوب بناء اليمن الجديد بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك