ها هو شهرالرحمة والمغفرة والعتق من النار - شهر رمضان المبارك - يرحل عنا سريعاً ويحل علينا عيد الفطرالذي لم يعد كما كان في الماضي عيداً سعيداً يفرح فيه الصائمون فرحتين - فرحة بفطره وفرحة بلقاء ربه - ولكنه للأسف أصبح يحل علينا منذ أعوام مضت ليس برائحة الفرح والسرور ولكن برائحة البارود، فها هوالعدو الصهيوني يواصل ارتكاب أبشع الجرائم الارهابية وحرب الإبادة الجماعية في حق إخواننا من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة الصمود منذ العاشر من رمضان وفي نفس الوقت الذي يقتل الصهاينة أطفال ونساء وشيوخ وشباب غزة، فهناك من المسلمين من يرتكبون جرائم في حق بعضهم البعض لا تقل وحشية عن جرائم الصهاينة في غزة كما هو الحال في سوريا والعراق وليبيا ومصر واليمن والصومال والتي تتواصل فيها جرائم إزهاق الأرواح البرئية وسفك الدماء الزكية تحت مسميات وعنواين ما أنزل الله بها من سلطان. نودّع شهر رمضان ونسقبل عيد الفطرالمبارك ليس كما كنا في الماضي بالزغاريد والأفراح ولكن بالمآسي والأحزان جراء المآسي التي تعيشها بلادنا والأمة العربية بشكل عام، ضف إلى ذلك الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها الغالبية العظمى من أبناء شعبنا اليمني حيث أصبح الواحد منا عاجزاً عن توفير أدنى متطلبات العيد لأسرته وأولاده. أعتقد أن الأوضاع الاستثنائة الصعبة التي تعيشها بلادنا منذ العام 2011م نتيجة الأزمة السياسية وتداعياتها المؤسفة تتطلب من كافة أبناء الشعب اليمني وفي مقدمتهم قيادات الأحزاب والتظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقوى الاجتماعية الفاعلة وأصحاب الفضيلة العلماء وقادة الفكر والرأي العمل على ايجاد اصطفاف وطني لمواجهة المخاطر المحدقة بالوطن وتوحيد الصفوف والرؤى لتجاوز الخلافات والصراعات التي أفرزتها أزمة العام 2011م والتوجّه معاً بعقول نيرة وقلوب صافية خالية من الأحقاد والضغائن لبناء اليمن الجديد وإقامة الدولة المدنية الحديثة المنشودة التي يتحقق في ظلها العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية. نتمنّى من القوى المتصارعة أن يحكّموا ضمائرهم ويعودون إلى جادة الصواب فيتخلون عن حوار البنادق والرشّاشات والبوازيك والصواريخ والمدافع والدبابات ويستبدلونه بحوار العقول والأفكار ويجعلون المصلحة الوطنية العليا فوق كل المصالح الحزبية والشخصية المقيتة.