23 / 10 / 2006 م أمس ودّعنا أغلى الشهور عند الله، واليوم نستقبل أول أيام عيد الفطر المبارك الذي يأتي بعد شهر من الطاعات والعبادات ليعم بالفرحة والسعادة على قلوب أبناء الأمة العربية والإسلامية. - نحتفل اليوم بالعيد.. لكن السؤال: «لمن العيد اليوم» يظل مشنوقاً على أبوابه ويضعنا في حيرة وأحياناً يحوّل العيد إلى مأتم!!. - لمن العيد.. وأمتنا العربية والإسلامية قد خفت صوتها.. وصارت تعاني من تدخلات الغرب وهيمنة أمريكا.. ولم يعد لها رأي مسموع.. ولا موقف يغير الموازين أو يقلب الطاولة.. وكل ما تمتلكه هو رقم هائل لعدد سكاني كبير لكنه غثاء.. كغثاء السيل!!. - لمن العيد.. وفلسطين الحبيبة مازالت تشكو.. وتئن.. من الغاصب المعتدي الصهيوني الذي يمارس أنواع الإرهاب من قتل وذبح وبطش وتعذيب بمباركة ودعم أمريكي «واضح» وصمت عربي إسلامي «فاضح»؟!. - لمن العيد.. ومسجدنا الأقصى الذي أسرى إليه خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يجد من يحرره؟!. - لمن العيد وعراق الشموخ والصمود يقاوم احتلال الأمريكان وإرهابهم بعد أن انكشفت خدعة الأسلحة الكيماوية.. وتأكدت حقيقة الاغتصاب والنهب والقتل والتشريد؟!. - لمن العيد.. وقد فقدنا ثلاثمائة ألف أب وأم.. وأخ وأخت.. وطفل وطفلة.. منذ ابريل 2003م في عراقنا الشقيق.. ومسلسل التفجيرات مازال مستمراً يحصد الأرواح.. ولا يستثني أحداً.. ولا يراعي اخوة.. ولا حرمة.. ولا عيداً؟!. - لمن العيد.. والحزن يخيم.. والألم يعم.. والعقول مذهولة.. والقلوب مكلومة؟!. - لمن العيد.. ومعانيه «توارت» وإطلالته البهية «غادرت».. وتقاسيمه الجميلة «اختفت» وفرحته ما عاد لها طعم.. ولا رائحة.. ولا لون لا في عيون الكبار.. ولا حتى الصغار؟!. - لست متشائماً.. ولا سوداوياً.. إنها الحقيقة التي نحاول أن نحجبها كمن يحجب أشعة الشمس بمنخل. - انه الواقع الذي لابد ان نعترف به لنستوعب الدروس.. ونجتاز الصعاب ونفوز بالتحديات.. ولنكون أكثر استعداداً لاستقبال أعياد قادمة ونحن أمة نحكم لا نُحكم.. ونقود لا نُقاد!!. - اعتذاري لكم إن كنت قد «نغصت» عليكم فرحة العيد في أول أيامه.. أو ذكّرتكم بشيء من ألم ومعاناة.. وفي كل الأحوال لابد ان نقول عيد مبارك.. وكل عام وأنتم ونحن وأمتنا العربية والإسلامية في خير وتطور.. وعلو وسمو.. ورخاء وتطور وأمن واستقرار.. وعيد بأي حال عدت يا عيد؟!. - وقفة صحيفة «الجمهورية» في أعياد سابقة تنام في عسل الإجازة العيدية.. وتختفي كلمتها ورسالتها مع توقف إصدارها.. لكنها اليوم تكسر جمود ما أصبح عادة وتواصل إصداراتها اليومية.. كامتداد طبيعي لما شهدته من تطور شكلاً ومضموناً يُحسب للزميل الأستاذ/سمير رشاد اليوسفي، رئيس مجلس الإدارة، رئيس التحرير وطاقم الصحيفة.