يهل علينا العيد هذا العام وقد عصفت بنا الخطوب ونزلت بساحاتنا الاحزان والكروب ... وما عاد للعيد في قلوبنا أدنى فرحة أو ابتهاج ولسان حالنا يقول كما قال إيليا أبو ماضي : أقبلَ العيدُ ، ولكنْ ليسَ في الناسِ المسرَّة / لا أَرى إلاَّ وُجُوهاً كالحاتٍ مُكْفَهِرَّهْ / وشفاهاً تحذرُ الضحكَ كأنَّ الضحكَ جمرَهْ / ليسَ للقومِ حديثٌ غير شكوى مستمرَّة!!!. فكيف نسلوا وقد رملت النساء ويتم الأطفال وأصبح الواحد منا لا يأمن على نفسه وماله وممتلكاته التي تنهب بقوة السلاح والمدرعات والأطقم كما جرى ويجري من نهب لمزارع القات – التي تعتبر مصدر العيش الوحيد للأسر هناك - في منطقة الوبح وغيرها من المناطق الواقعة على الخط العام الرابط بين الضالع وسناح ...؟!!... بل كيف يطيب لنا ان نقيم الافراح والليالي الملاح ابتهاجاً بالعيد وما يزال الجرح غائراً ، ولم ينطو حتى عام واحد على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ارتكبها المحتل اليمني الهمجي المتخلف في سناح وغيرها من مناطق الضالع والتي راح ضحيتها العشرات بينهم أطفال ونساء ؟!... كما ان الدمار الهائل الذي خلفه القصف الهستيري والعنيف للأسواق والمدارس وحتى المساجد ودور العبادة ما يزال ماثلاً أمام أعيننا ، ورائحة البارود لم تبارح الضالع بعد .. فكيف لنا أن نفرح ونحتفل بالعيد ...؟!!! ...وأيم الله أن العيد لم يعد له طعم أو رائحة في الضالع ، ولم نعد نعبأ به في ظل هذا الوضع المأساوي الذي لا مثيل له في أي بقعة من بقاع العالم قاطبة حتى في غزة الجريحة التي تملك ما تدافع به عن نفسها وتشفي غليلها ولو كان يسيراً... فقذائف المحتل قد حصدت أرواحاً بريئة وسفكت دماءً زكية أعظم عند الله من هدم الكعبة الشريفة حجراً حجراً ، والثكنات والمواقع العسكرية مطلة على عورات المنازل وتمثل مصدر إزعاج وخطر على حياة المواطنين ، دون أن نستطيع رفع الضرر عن انفسنا ... والأمر والأنكى من ذلك هي استفزازات الجنود المتمركزين في النقاط المنصوبة في عدد من الاماكن ومداخل المدينة وغطرستهم وعنجهيتهم ، فهم لا يتورعوا حتى عن مد أياديهم الى ممتلكات الغلابى والمطحونين ...!!.. فلن يكون عيد ولا فرحة لدينا ولا نلبس جديداً إلا وقد أخذنا بثأرنا واقتصصنا من قتلة الاطفال والنساء وكل من تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء والعزل وتواطأ معهم .... فدولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة ...!!!