بقلم / زكريا محمد محسن : إقرأ المزيد ل ( زكريا محمد محسن ) 6 أغسطس, 2013 بقلم / زكريا محمد محسن : ... Read more 25 يوليو, 2013 بقلم / زكريا محمد محسن : ... Read more 1 يوليو, 2013 بقلم / زكريا محمد محسن : ... Read more 23 يونيو, 2013 بقلم / زكريا محمد محسن : ... Read more 22 مايو, 2013 بقلم / زكريا محمد محسن : ... Read more
أقبلَ العيدُ ، ولكنْ ليسَ في الناسِ المسرَّهْ / لا أَرى إلاَّ وُجُوهاً كالحاتٍ مُكْفَهِرَّهْ / وشفاهاً تحذرُ الضحكَ كأنَّ الضحكَ جمرَهْ / ليسَ للقومِ حديثٌ غير شكوى مستمرَّهْ ( ايليا ابو ماضي )... هذا هو حال الجنوبيين مع العيد الذي يأتي مرة اخرى وما يزال الحال كما هو عليه : احتلال همجي ، وقتل واعتقالات وانفلات امني مصطنع ، ومحاربة الجنوبيين في لقمة عيشهم ، حتى وصل الامر بالمحتل الى تطبيق سياسة العقاب الجماعي فتراه يصطنع الازمات في المشتقات النفطية وغاز الطبخ ويقطع المياه والكهرباء عن المواطنين لساعات طويلة ويحول شوارعنا الى بحيرات مجاري وأكوام قمامة وينشر فيها الكلاب الضالة والمسعورة وما الى ذلك مما لا يسعفنا المقام لذكره ، في الوقت الذي تشهد فيه مختلف محافظات الجمهورية العربية اليمنية نشاطاً تنموياً عظيماً في مختلف مناحي الحياة ... وتصوروا ان بناء الجسور في صنعاء التي تشيد من نفط وثروات الجنوب العربي لم تتوقف هذا العام حتى في رمضان ؟!!! . نعم فالعيد في الجنوب يزيد من آلام وأحزان الأب – الذي حوله المحتل من كادر منتج الى عاطل عن العمل يلزم بيته وداره فحسب بعد ان اصبحت البلاد اضيق عليه من سم الخياط – لأنه لا يقوى على مواجهة متطلبات العيد ومصاريفه المرتفعة والباهظة ... و في العيد أيضاً تتجدد الاشجان والحسرات بالآباء والأمهات المكلومين بفقد ابنائهم الشهداء الذين سقطوا برصاصات المحتل الغادرة ورووا بدمائهم الزكية ثرى الوطن الغالي .... والأنكى والأمر من ذلك كله هو عندما يحل العيد ويرى الطفل الذي فقد أباه اترابه وهم يذهبون الى السوق برفقة آبائهم لشراء ملابس العيد ، فيجعله ذلك يسأل أمه بكل براءة : ( ماما اين ابي ؟! ) فحينها لا تملك الزوجة التي رملت والأم التي ثكلت إلا ان تحتضن وليدها وفلذة كبدها في مشهد يقطع نياط القلوب ، وربما لا تختلف الصورة عما رسمها الشاعر الكبير هاشم الرفاعي : تأوي إلى أم محطمة مغضنة الإهاب / وهناك تسألني كثيراً عن أبيك وكيف غاب ؟ / هذا سؤال يا صغيري قد أٍعدّ له الجواب / فلئن حييت أسرده عليك / أو مت فأنظر من يسر به إليك / فإذا عرفت جريمة الجاني وما اقترفت يداه / فانثر على قبري وقبر ابيك شيئاً من دماه / لا ترحم الجاني اذا ظفرت به يوماً يداك / فهو الذي جلب الشقاء لنا ولم يرحم أباك . وأنا بهذا المقال المقتضب لم أرد ان اكدر عليكم فرحة العيد وأيامه المباركة والسعيدة ، وكل ما أتمناه ان تكون تلك اللحظات والأحداث الاليمة إلهاماً لنا نستمد منه قوتنا وإصرارنا في مشوارنا الثوري ومشعلاً ينير لنا الطريق نحو الاستقلال والتحرير بعيداً عن المصالح الشخصية الضيقة ..!!!... وكل عام والجميع بألف خير والجنوب يرفل بثوب الحرية والاستقلال . 26