المتابع للأحداث الإرهابية العنصرية التي حدثت في محافظة حضرموت يقشعرّ جسده من هول الفاجعة, وعندما يتصور هول ذلك ووقعه على أسر الشهداء الذين ذبحوا على أيدي الغدر والخيانة والعنصرية والإرهاب سيجد أن المأساة أشد وطأة على الوطن اليمني كله وعلى الإنسانية كافة, ومن لم تتحرك مشاعره لإدانة هذا العمل الإجرامي الإرهابي فإنه لاشك بعيد عن الأمة، شغلته مصالحه الخاصة أو أنه للأسف من نفس صنف الإرهاب والعنصرية والعمالة، ويسيء بفعله الإرهابي والعنصري إلى اليمن وإلى أبناء اليمن الواحد والموحد بقدر الإساءة التي وجهها إلى الإسلام الحنيف والإنسانية كافة، ولا يشرّف اليمن وأبناءها مثل هذه العناصر المأجورة والحاقدة والماكرة والمسيّرة من أعداء الإسلام.. إن ماحدث من الإرهاب والإجرام يدل دلالة قاطعة على أن عناصر الإرهاب تتلقى تعبئة فاجرة بكل ما تعنيه الكلمة والفجور ممن باعوا ضمائرهم للشيطان الرجيم، واستغلوا الإسلام وسيلة لتحقيق غاية أعداء الأمة الواحدة والمصير الواحد والقدر الواحد؛ ليمنعوا بذلك العمل المجرم قيام وحدة العرب، الذين جعلوا من الإسلام الحنيف روحاً ومن العروبة جسداً, فهم بذلك الفعل الإرهابي يحاولون تفريق صفوف أبناء الأمة ليمنعوا قيام المشروع الحضاري النهضوي الإنساني للأمة الواحدة, وقد أدرك أعداء الأمة أن اليمن هي بوابة النصر الكبرى للوحدة العربية وأخذ المكانة العالمية في خارطة العلاقات الدولية, ولذلك ركزوا على اليمن بدرجة كبيرة واستجلبوا الإرهاب وجعلوا من عناصره أدواتهم للنيل من وحدة الأمة؛ لأن الوحدة اليمنية الوليد العملاق الذي فاجأهم في 22 مايو 1990م قد عصف بكل مخططات الصهيونية من أجل الوصول إلى البحر المفتوح من الجنوب وحال دون ذلك، الأمر الذي جعلهم يحشدون عناصر الإرهاب في اليمن للقضاء على الإسلام الحنيف وتمزيق اليمن الواحد والموحد. .لقد كانت أحداث 2011م الانطلاقة الأولى لتنفيذ المشروع الصهيوني في اليمن, ولكن القيادات الوطنية لم تفرط في اليمن ولا وحدته وضحت بالغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على دماء اليمنيين وسلامة تراب الوطن المقدس, ورغم ثبات الشرعية الدستورية أمام ذلك التآمر فقد استهدفوا إسقاط الدولة من خلال حادثة جامع الرئاسة الإرهابي، فكانت إرادة الله أقوى من تآمرهم، ثم استهدفوا الجيش والأمن فوجدوا الشعب أكثر قوة وتماسكاً وتوحداً، فحاولوا اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح بنفس أسلوب جامع دار الرئاسة فخيب الله آمالهم فعادوا لإحياء العنصرية من خلال عناصرهم الإرهابية، ولكن الله حافظ لليمن، وسيتوحد اليمنيون ولن ينجروا خلف ذلك بإذن الله.