«108» وبتحرك القضية الجنوبية إلى سقفها الأعلى فك الارتباط وتكوين دولة بجيو سياسي وجيو - اجتماعي جديد من تكون هذه القضية قد أسدت جميلاً لكل السكان المخضوعين وأيضاً نسفت«تابو» الحق التاريخي الذي أدعته العسقبلية الدوغمائية ومرضعتها شيوخ الاقطاع التقليدي والتي حاولت تسويقه خلال 52 سنة منصرمة مستخدمة طابوراً خامساً متبين السلوك السياسي و المعروضات التي ظهرت في الفترات المختلفة والتي تعمل وفقاً «لحمار مات بكراه أجره» وهي أي القضية الجنوبية العقبة الوعرة والكأداء التي سوف تلقن دعاة «الحق الإلهي» من السلاليين / العنصريين الجدد الذين يحاولون استغلال الفراغ الذي تركته العسقبلية المريضة ووراثتها درساً في صميم مشروعها الذي تجاوزته مجتمعات تتماهى مع عولمة العصر الراهن. القطب الثاني الذي هز عرش مدعو «الحق التاريخي» عكفة الأئمة من العسقبليين هو تنامي الحركة الجارودية وهي واحدة من تيارات الثقافة الزيدية المُضطهدة من قبل التيارات الزيدية التي ظلت تتداول كرسي الإمامة الزيدية بواسطة العنف وباستخدام القبائل الممتهنة للحروب والارتزاق و” الجارودية” أفصحت عن وجودها السياسي بعد 1990م وتمكن الإعلام «العسقبلي» من منحها بعد المواجهة الثالثة لقب«الحركة الحوثية» نسبة إلى القرية التي ولدت وعاشت فيها أسرة بدر الدين الحوثي التي عانت الاضطهاد من قبل الإمام يحيى حميد الدين وأسلافه والتي أرغمت بعد تهديم مساكنها على اللجوء إلى قرى في جبال صعدة للعيش بعيداً عن الصراع السياسي المكلف. وفي مايو 1990م أعلنت التعددية الحزبية وقامت أحزاب كانت تعمل من باطن المؤتمر الشعبي العام ومن أهم هذه التنظيمات “التجمع اليمني للإصلاح” وفي 2أغسطس من نفس العام احتلت قوات عسكرية تابعة للسلطة الشمولية الفاشية العراقية الكويت وبعد هذه السنة عين “كولن باول” كوزير لخارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية تزامن ذلك مع انهيار دولة الاتحاد السوفيتي وهيمنة المشروع الإمبريالي الأمريكي. وفي أول مبادرات مشاريع “كولن باول” كانت عملية تسويق مبدأ “مقرطة” الشرق الأوسط وإعطاء الراية السياسية لقوى حليفة للمصالح الأمريكية في المنطقة، واستند هذا المشروع بوصفه آلية إلى البرنامج الاستراتيجي الأمريكي الذي أنجز في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي تحت عنوان “التفكيك الانضباطي لاقتصاديات البلدان النامية” أو ما عرف في نهاية العقد الأول من القرن ال21بالفوضى الخلاقة وهي التي قادت إلى الفوضى العارمة وفقدان الاستقرار وانهيار الاقتصادات المحلية الضعيفة. وفي الزمن المدمج عينت الإدارة الأمريكية الضباط في المخابرات المركزية “ارثرهيوز” كسفير لها في صنعاء بعد أداء مهامه في إثارة النزعات والنزاعات في لبنان التي انخرطت في حرب داخلية عبثية لمدة 15سنة تقريباً.. “هيوز” دشن عمله في صنعاء مفتتح التسعينيات بتطبيق سياسة اختراق الحزب الاشتراكي من الداخل وتفجيره بعدئذ في حرب 1994م وتزامناً مع هذا النشاط ظهرت مؤشرات ملموسة لتغوّل التجمع اليمني للإصلاح داخل مرافق السلطة وخارجها فقرر السفير إنشاء قوة مذهبية تعد إعداداً مناسباً لمواجهة هذا الغول، وكانت هذه القوة هي “الشباب المؤمن” تحت قيادة حسين بدر الدين الحوثي الذي دخل مجلس النواب عن المؤتمر الشعبي.