أن يطال الوطن الأذى من بعض القوى السياسية فذلك العقوق بعينه, ومنعاً لذلك فإن الواجب الوطني يفرض على الكافة الفعل الوطني الذي لايجلب الأذى ولايستعدي أحداً ضد أحد, ومانشهده في الشارع اليمني لايمثّل اصطفافاً وطنياً بقدر مايمثّل قوى انتهازية ضد قوى انتهازية أخرى كانت في الماضي تحت خيمة واحدة أجّجت وحرّضت ودمّرت البلاد والعباد واحتكمت إلى الشيطان وتساوت في الأقوال والأفعال وكان من نتاج أقوالها وأفعالها مايعانيه الوطن اليوم من شديد المعاناة جرّاء تلك التصرّفات الغوغائية التي لم تؤمن بشرعية ولم تحتكم لكتاب الله وسنة رسوله وإنما غلّبت هواها ورغباتها غير المشروعة ورفضت الديمقراطية وآلياتها العقلانية واستبدلت ذلك كله بالعنف والإرهاب. إن العقلاء في القوى السياسية أمام محك وطني خطير عليهم أن يدركوا حجم أمانة المسئولية التي على عواتقهم ولايجعلوا من نزوات ورغبات عشّاق السلطة الذين لايمتلكون أدنى قدر من الكفاءة والخبرة المسيّرة لمسئولياتهم, بل عليهم أن يقفوا وقفة جادة وصارمة أمام المثيرين للفتنة الذين لايريدون أن تصل البلاد إلى استكمال التسوية السياسية والانطلاق صوب الانتخابات العامة, وأعتقد أن الجميع عرف حجم بعضهم البعض ولم يعد هناك من داعٍ لاستعراض العضلات, لأن الشعب يدرك تماماً أن الصراع هو على المصالح الخاصة جداً ولايهتمون بمعاناة الشعب البسيطة ولا يظهر اليوم في الساحات إلا من يستغلون معاناة الشعب لتحقيق مصالحهم الخاصة جداً. إن الواجب المقدّس الذي ينبغي أن ينهض به عقلاء اليمن هو سرعة العودة إلى استكمال ما تبقى من التسوية السياسية ومنع الفوضى والتصعيد الذي لايخدم غير الانتهازيين والراغبين في خدمة أعداء اليمن الواحد والموحّد ومساعدة رئيس الجمهورية في العمل على إنقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادي بدلاً من الخطب الرنانة التي أصبحت مهزلة يتفرّج عليها العالم ويتساءل: أين العقلاء من هذا الهراء الذي لايبني بقدر ما يهدم؟. إن المجاملة والمخادعة على حساب الوطن عقوق فاضح ولذلك ينبغي أن نقول الحقيقة كما هي ويكفي ضحكاً على الشعب واستغلاله في الشوارع العامة وينبغي العمل على حفظ كرامة إنسان اليمن وحقن دمه وعرضه وماله بدلاً من الإباحة التي أقلقت العالم. إن الواجب المقدّس يفرض على أبناء اليمن اصطفافاً واحداً موحّداً لايستثني أحداً ولايكون ضد أحد بقدر مايكون مع وحدة الانسان وبناء الدولة ومنع الفوضى وتحكيم العقل والمنطق والاتجاه صوب الحياة الآمنة والمستقرة وبناء الدولة القوية بإذن الله.