لقد أشرت في بداية الأزمة إلى أن تثوير الشارع انفلات فاجر يقضي على الأخضر واليابس، غير أن بعض القوى التي غلبت مصالحها الأنانية على المصالح العامة أصرت على ذلك التأجيج، الأمر الذي حول البلاد إلى مسرح للإرهاب والفوضى، ففرطت بعض من تلك القوى في البلاد والعباد ولم تحافظ على أي من المصالح ورهنت نفسها للشيطان وقبلت أن تكون أداة بيد الغير لتدمير مقدّرات البلاد، وكانت تلك القوى تستغل عواطف البسطاء من الناس، واليوم لا يختلف عن الأمس فبعض القوى التي ثوّرت الشارع ضد الأمن والاستقرار تتقاتل فيما بينها، ولو بحثنا عن السبب الذي يقف خلف تحشيد الشارع لوجدناه واحداً، ففي ألفين وأحد عشر جمعهم إسقاط الدولة لعدم قدرتهم على خوض الانتخابات، لأن الشعب لن يمنحهم الثقة واليوم نفس السيناريو فالقوى التي تحالفت على تدمير الوطن تتقاتل اليوم لتمنع الشعب من الوصول إلى الانتخابات لأن أياً من قوى التحالف في 2011م لم يستطع أن يكسب الشعب بل زاده كراهية الشعب لتلك القوى ولذلك جميعهم يصعّدون ضد الشعب. إن مساندة رئيس الجمهورية لتجاوز الأزمة تأتي من خلال تقديم الرؤى الوطنية من أجل اختيار الكفاءات الوطنية والخبرات العلمية ذات النزاهة العالية من أجل تشكيل حكومة أكثر قدرة على إخراج البلاد والعباد من حالة الانفلات والفوضى، قادرة على انقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادي الذي وصلت إليه، أما الخُطب الرنانة والتحريض واستغلال حاجات الناس فإنه لن تخرج البلاد من المشكلات الحقيقية التي يعاني منها، لأن الذين يحشدون في الشوارع هم سبب التأزيم وهم أصحاب مصالح خاصة أثبتت الأحداث أنهم لا يمتلكون رؤية اقتصادية بقدر ما يملكون المزايدات ويقترحون الحلول المنزلية التي تُضحك العالم على مستوى تفكيرهم. إن الفعل الحقيقي الذي يخدم المواطن وسيادته تقديم الرؤى الاقتصادية الناجعة التي تخدم البلاد والعباد ومساندة الرئيس في اختيار الكفاءات والقدرات والخبرات ويكفي هراء لأنكم جعلتم من اليمن فرجة للعالم من خلال إفلاسكم وعدم قدرتكم على خدمة الشعب والحفاظ على موارده الاقتصادية، ولذلك فإن الفرصة مازالت متاحة أمام كافة القوى السياسية للإسهام الفاعل في بناء الوطن وإعادة إعماره وإنجاز مهام المستقبل المتعلقة بالدستور والانتخابات إن كنتم تتمتعون بقدر من الصدق مع أنفسكم، لأن الشعب لا يقبل استباحة موارد الدولة وتبديدها على المصالح الخاصة، لأن صوت الشعب أقوى من مصالحكم، فاغتنموا الفرصة وكفّروا عن أذاكم وعقوقكم والله من وراء القصد.