البحث عن إعاقة الحياة وتدمير الدولة والإمعان في ممارسة سنة السوء والمنكر من أعظم المنكرات التي برزت خلال هذه الفترة؛ لأن تلك الأعمال المجرمة قد عطلت عجلة التنمية ومنحت التطور والتحديث وأتت على الأخضر واليابس ونشرت الفوضى ومنحت الفرصة الكاملة للرافضين للنظام والقانون لممارسة العصيان، ومكنت الانتهازيين من تحقيق مصالحهم الخاصة، الأمر الذي جعل الوضع ملتهباً وقابلاً للانفجار في أية لحظة إذا استمر العقلاء والحكماء في صمتهم المريب داخل تلك القوى العبثية. إن الاستقواء بالفوضى ومنع الإنجاز دليل على الرغبة المطلقة لدى القوى المثيرة للفتنة في تدمير البلاد والعباد وبيان عملي على أن مثل هذه القوى لا تستطيع أن تعيش إلا في ظل الفوضى والدمار؛ لأنها تعتبر الفوضى وعدم الاستقرار البيئة المناسبة لتحقيق مصالحها الضيقة، ولذلك فإنها تعمل على افتعال الأزمات المتتالية لكي تخلق لنفسها أعذاراً تغطي من خلالها فشلها في تقديم الأفضل وتتمكن من المزيد من السطو على مقدرات البلاد والعباد لتنمية مصالحها الأنانية. إن المعاناة اليومية التي يتحملها المواطن لم تعد تطاق وبات المواطن اليوم يدرك أن القوى غير المرغوبة شعبياً باتت تفتك بكل ما هو جميل في هذا البلد، وأصبحت المؤشرات تدل على السعي الحثيث من تلك القوى الظلامية نحو تدمير الدولة وشل حركة الحياة؛ بهدف تأخير الوصول إلى حق الشعب في الاختيار الحر المباشر عبر صناديق الاقتراع، بل إن هذه القوى غير المرغوبة شعبياً تشعر بالهوس كلما قرب الشعب من امتلاك السلطة، فتصعد من الممارسات الهمجية من أجل تعطيل الحياة وعدم تمكين الشعب من الانتخابات. المطلوب اليوم من كل قوى الخير والسلام والديمقراطية العمل بروح الفريق الواحد من أجل خلق وعي مجتمعي بخطورة الاستمرار في ممارسات الاستقواء بالشارع والتركيز على دعوة الناس كافة إلى الاختيار الحر والمباشر من خلال الانتخابات العامة. ولذلك ينبغي أن تدرك القوى الانقلابية أياً كانت أن الوسيلة الوحيدة للوصول إلى السلطة أو الاستمرار فيها هي الانتخابات العامة، وينبغي أن يكون هذا الاتجاه مطلب الكافة؛ لأنه المخرج الوحيد من الوضع الراهن والطريق الآمن لمستقبل أجيال اليمن الواحد بإذن الله.