التركيز على معالجة أوضاع البلاد والعباد لايأتي من التمترس خلف الأوهام واختلاق الأعذار, بل يأتي من الوفاء بالوعد والالتزام بالعهود والمواثيق والفعل الوطني الذي يجسد قيم التسامح والشراكة الوطنية ومد جسور التواصل مع الكافة دون استثناء, وإنهاء الخصومات والكف عن الإثارة والاستفزاز والوقوف عند المصلحة الوطنية العليا, وتحديد خطاب إعلامي وإرشادي واحد يقدم الصالح العام ويلملم الشتات ويضمد الجراح ويمحو آثار الحقد والكراهية ويفتح أبواب الأخوة والوئام بدلاً من التشاحن والانتقام. لقد شهد اليمن أسوأ التناقضات والشحناء والبغضاء الأمر الذي زاد السوء سوءاً, وقد أدرك العقلاء والحكماء أن الاستمرار في هذا المشهد لن يقدم خيراً على الإطلاق ولابد من الخروج من ذلك الوضع بالعودة إلى الصواب ومنع الاحتقان والاتجاه صوب الفعل الوطني الكفيل بإزالة كل هذه التراكمات وهو الإعداد للاستحقاق الوطني المتمثل في الانتخابات, وفي هذا المجال فليتنافس المتنافسون ليرسموا لوحة جديدة أكثر إشراقاً في مجال الديمقراطية والمشاركة السياسية الفاعلة. إن إظهار الكفاءات والقدرات الوطنية لايتم من خلال المماحكات والمكايدات والمزايدات, بل من خلال إتاحة الفرصة للشعب في حق الاختيار الحر والنزيه, ولذلك ينبغي على كافة القوى السياسية أن تعمل على إيصال الشعب إلى امتلاك السلطة وممارستها من خلال الانتخابات, وينبغي أن تدرك القوى السياسية أن الشعب قد عرف الطريق ولايجوز إعاقة حقه المقدس المتمثل في امتلاك السلطة وممارستها عبر الانتخابات الديمقراطية الشاملة والاختيار الحر. إن المخرج من هذا الاحتكاك والاحتقان لايتم إلا من خلال الوصول إلى الممارسة العملية للانتخابات الحرة والنزيهة التي تمكن الشعب من الاختيار الحر والنزيه, ومن أجله نقول لكل القوى السياسية من أراد منكم أن يثبت قدراته فليخض غمار المنافسة الوطنية الشريفة لنيل ثقة الشعب ثم يقدم الأفضل الذي يرضي الشعب ويقوده نحو المستقبل الأكثر تطوراً بإذن الله.