من يحب اليمن فليعمل على تنفيذ مُخرجات الحوار، ومن يخاصم اليمن فيعمل على إعاقتها، مُخرجات الحوار أشبه بجهاز «فحص الكذب» وادعاء الوطنية، وسيظهر الكثيرون أنهم مجرد مقاولين لتفجير الوطن وأزماته. لاحظوا أن كل تحرُّك جماعة الحوثي اليوم يستهدف مُخرجات الحوار ويعيقه، وتبقى المطالبة بمُخرجات الحوار نوعاً من اللعب على الذقون واستهبال الشعب، ويثبت خاصية الخداع و«القطرنة»..!!. بإمكان اليمنيين أن يقرّوا الدستور وينجزوا انتخابات في مدّة ستة أشهر، وبهذا تتغيّر الحكومة وينتخب الشعب ممثله، ثم تُبنى الدولة وتفكّك الميليشيات ويُنزع السلاح. هم لا يريدون ديمقراطية ولا دولة قائمة على سلطة الشعب ولا حواراً؛ لأن مفهوم سلطة الشعب عندهم هو «السيّد» والإمام، ولا صوت يعلو فوق صوت الإمام «السيّد» ولهذا يُعد الحوار ومُخرجاته نوعاً من العبث واللعب من قبل رعيّة غير مؤهلين بمناقشة حق الإمام الفرد. أنا لا أفتري هنا؛ فهذه عقيدتهم، اقرأوا تاريخ الأئمة؛ فما بالك أن صاحبنا زاد تجاوز المذهب إلى الارتباط بإيران و«الإثنى عشرية» وهي حركة تفتيتية عنصرية مشحونة بثقافات وأحقاد فارس..!!. الأمر لا يمكن أن يمرّ؛ لأنه ليس خلافاً سياسياً؛ هو أكبر من ذلك، ولهذا هم يستخدمون السلاح كوسيلة للفرض؛ لأنهم يعلمون أن الشعب لن يقبل ذلك بعد خمسين سنة من الجمهورية وقرون من التعايش بين اليمنيين، وتناسوا أن الشعب أيضاً لن يرضى عمّن يقهره بالسلاح. لقد ولّى عصر الغلبة وحكم المتغلّب، ولا أحد يريد أن نعود إلى عصر الإمامة، وأكثر من ذلك لا أحد يريد أن تكون اليمن نُسخة من العراق وسوريا؛ خاصة وقد اتضح جلياً أن الجماعة ليست أكثر من شرطي للدولة الفارسية وأطماعها وعنوان للخراب الطائفي. هذا الأمر لا يعي صعوبته؛ بل استحالته الحوثيون ومناصروهم؛ ربما الأيام القادمة ستُقنع الجميع أن مثل هذا الصوت الطائفي الإمامي وأسلوب التفجير ولغة الموت لا يمكن أن يعيش في اليمن، والدليل هذا الانصراف الكبير من الشعب اليمني رغم رفع مطالب ترتبط بالحياة اليومية ورغم الإمكانيات والحركة النشطة، فقد عجزوا عن إقناع الشعب الذي يقرأ ما بين السطور، وهذه خاصية الشعب اليمني الأذكى بين شعوب المنطقة بحكمته اليمانية التي تبرز عند كل الملمّات. على الحوثي أن يُبعد السلاح المصوّب إلى رأس الوطن ورأسه، وأن يسير في درب الحوار كمواطن وليس ك«سيّد». نحن متجهون إلى ثقافة المواطنة المتساوية يا عبدالملك بعيداً عن ثقافة «السيّد والشيخ والزعيم» وإلا فإن المثل الشعبي القائل: «إذا غضب الله على النملة؛ أريشت» سينطبق عليك..!!. [email protected]