الحفاظ على الوحدة الوطنية بات اليوم من أقدس الواجبات التي ينبغي القيام بها، وأي تفريط في الوحدة الوطنية خيانة كبرى لا يمكن أن يغفر الشعب لمن يفرّط فيها بأي حال من الأحوال، أما أولئك الذين يمارسون الأقوال والأفعال ضد الوحدة الوطنية فإنهم في حقيقتهم عبارة عن أدوات بأيدي الغير باعوا حرّيتهم وإرادتهم وسيادة اليمن بثمن بخس إرضاءً لأعداء الوحدة اليمنية الذين يتمنون زوال الدولة اليمنية الواحدة وإضعاف قدرات اليمن، إضافة إلى ذلك فإنهم لا يمتلكون طموحات الأحرار الذين يريدون أن تكون السيادة والريادة لهم في العلاقات الدولية، وإنما يريدون أن يكونوا مجرد تابعين أذيال تحرّكهم القوى الاستعمارية ولا كرامة لهم ولا سيادة لهم مطلقاً، ولذلك فإنهم لا يمثّلون اليمن مطلقاً. إن من يحافظ على الوحدة الوطنية هو من يمتلك عزة النفس وقوة الإرادة وعظمة الطموح وإرادة الحرية والسيادة المطلقة على قدسية تراب اليمن الكبير وهو من يريد أن يصنع صفحة ألق وتطور جديد في العلاقات الدولية ليكون لليمن مكانتها ولديها قوة الأمل في انتزاع الأمة العربية من وحل التمزّق والشتات والتبعية، وهذه هي صفات اليمنيين الأحرار الذين صنعوا الأمجاد في مختلف مراحل التاريخ السياسي الطويل، وهم من يتوقون إلى أمجاد معين وسبأ وحمير ولا يعرفون الانكسار والتبعية لأية قوى تريد إذلال الأمة العربية والإسلامية مطلقاً بقدر ما ينشدون الحرية للوطن العربي الكبير. إن القوى السياسية التي تريد الانكسار للوحدة الوطنية إنما تحقق رغبة الأعداء التاريخيين لليمن الواحد والموحد والذين لا يروق لهم أن يروا اليمن قوياً شامخاً يستعيد مكانته في العلاقات الدولية، ولأنهم أشد عداوة فإننا نجدد الدعوة لكل الأحرار والشرفاء والنبلاء والعظماء الذين لا يرون الحياة إلا في وحدة الأرض والإنسان والدولة اليمنية الواحدة إلى المزيد من اليقظة والحذر من قوى الثأر التي تريد تركيع هامات اليمنيين وتمزيق شملهم، كما نحذّر المغرّر بهم ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يكونوا أدوات بيد أعداء الوحدة الوطنية لتنفيذ مشاريع الانشطار والانكسار، لأن حق الانتماء يحتّم عليهم التنبّه والحذر واليقظة والإدراك الواعي لمآلات التمزق والشتات، ونحن على يقين أن من تربّى في حضن الوطن وارتوى جسده من خيرات اليمن فإنه لن يقبل أن يكون أداة لتدمير أحلام اليمنيين، لأن قدسية الانتماء وإرادة الحرية والكرامة تدفعه نحو المزيد من التوحّد وتجميع عناصر القوة القومية للجمهورية اليمنية بإذن الله.