جميع الأطراف في السياسة على حقٍّ طالما يستمدون قولهم من نصوصٍ قانونية وأفعالٍ مشروعة.. لكنهم جميعاً في الحرب على باطل.. لأنها الحرب.. لا تحترم أحداً ولا تبدأ إلا بمن لا حول لهم ولا قوّة. فما الذي يدعونا إلى الانجرار للعنف وتدمير وطننا بأيدينا وأدواتنا؟ وما الذي يدعونا للوصول إلى كل هذه الفوضى ونحن في أمسّ الحاجة إلى الخروج من دهليز الأوجاع المتراكمة..! الوطن لم يسترح منذ تاه عن الحكمة الأصيلة التي ما زلنا نعوّل عليها لدى عقلاء كلّ الفرقاء.. واليمن جميعه سيدفع الثمن غالياً إن لم يعد لرشده وينبذ هذه المماحكات المحتكمة للسلاح. الوطن بحاجةٍ ماسّة لأن يتصدّر منطقهُ العقلاء فقط.. هذا وقتهم وهذا هو المطلوب منهم في مثل هذه الظروف الحالكة العصيبة.. لا أن يتصدّر خطابه المرجفون والموقدون للفتنة في كلّ الأطياف السياسية. ونحن الكادحون نرفض العنف لكننا مع حريّة الكلمة فقط.. ومع حرية الوصول إلى المنافذ الآمنة دون أن تُراق قطرة دمٍ واحدة.. ومع منطق تغليب الحكمة والتسامح بعيداً عن التخوين والكيل بمكاييل المصالح الشخصية والفئوية. [email protected]