في خضم الأحداث المتسارعة في عالمنا الحديث يبرز الحدث الهام الذي غيّر مجرى التاريخ بالانتفاضة الثورية للشعب اليمني الأبي صبيحة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد 1962م في ثورة وطن مثقل بالجراحات التي ضُربت عليه وفرضت وطناً معزولاً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، ففي ذلك العهد البائد لم تكن هنالك ملامح حقيقية لوطن هذا فضلاً عن عدم وجود معالم لأصل الدولة التي تحكم وتسوس الشعب، فالسلطة متجمعة بأيدي فرد وهو صاحب النفوذ وصاحب الحل والعقد حيث لا وجود لمؤسسات ولا لعمل مؤسسي حكيم. ولم يكن هنالك دستور عام في البلاد يشرعن للحياة المدنية، ويرسم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وبين الراعي والرعية كمرجع لحل كافة إشكاليات الحكم علاوة على تنظيم الحياة في شتى المجالات والميادين الحياتية الهامة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية والأمنية والصحية وغيرها الشيء الكثير، فثورة الوطن التي اندلعت صيحة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد عام 1962م. كانت لليمانيين فاتحة خير صوب إيجاد دولة الشعب التي لطالما تغنى فيها الثوار والأحرار، وهم ماضون في مسار الثورة التي كسرت قيد العزلة، ودفعت الناس إلى التعايش في يمن جديد. إلا أنه ومع الأيام الأوائل للثورة السبتمبرية هنالك من غذى نزعة الانتكاس على الأعقاب والنيل من الثورة وما شهدته الثورة من مؤامرات ودسائس كانت تدبر بليل وتنفذ في النهار وإلى الآن وحين بلوغها الاثنين والخمسين عاماً ما زالت تحارب من أجل الردة والعودة بتنفيذ أجندة لبعض القوى المأزومة التي راعها العيش في ظل نظام سياسي لا يدعو إلى التمايز وتمجيد الأشخاص. وختاماً أقول: تلكم هي ثورة وطن، وتلكم هي دولة شعب، إذ يجب دعم نظام الثورة السبتمبرية، النظام الجمهوري الوليد والالتفاف حول ثوابتنا الوطنية التي لا يمكن التفريط بها كالثورة ونظامها الجمهوري والوحدة وإشاعة أجواء المصالحة السياسية وتجفيف منابع الفساد السياسي الشامل وكل عام والأمة بمليون خير وبركة.