الكل يريد الهجرة.. لكنّ نادراً من يتمكّن من الهجرة.. وفي العادة من يتمكّن من الهجرة يكون قادراً على العيش في «الوطن». وفي جوف هذا الحلم الوردي الذي يراود الجميع على السواء فقراء وأغنياء يضيع الوقت وتُهدر الأموال وتكسب السفارات كومة لا متناهية من طلبات اللجوء والهجرة والسفر وأفكاراً جديدة وحيلاً مبتكرة لتمرير عملية الهجرة تحت مبررات براقة ومقنعة!! صديقي الذي لم يُبقِ سفارة لطلب الهجرة متحججاً بكل المبررات التي يشترطها الغرب لمنحه حق اللجوء من مثل تعرضه للعنصرية أو المناطقية أو التهديد بالقتل و... إلخ ابتكر فكرة دنيئة من الممكن أن تفتح له ثقباً في السماء لينفذ إلى إحدى دول أوروبا.. بعث برسالة لإحدى السفارات أكد فيها رغبته في تأسيس بيت «للحب»؛ بحجة أنّ ذلك غير ممكن في وطنه حيث لو أقدم على فتحه فسيتعرض للقتل ذبحاً بالسكين!. *** الادعاء بأن الوطن هو الإنسان والإنسان هو الوطن والعناية بالإنسان تعني العناية بالوطن ادعاء غريب.. فهو يشير إجمالاً إلى طرد الحيوانات والنباتات من هذه الدائرة المتمثلة في أحقيتهما في وطن يمنحهما القليل من الأمل والماء!. على الأقل كان للحيوانات في قديم الزمان وطن يتمنون الهجرة منه والأمثلة على ذلك كثيرة... ومنها أن امرأة خاصمت زوجها في تضييقه عليها وعلى نفسه فقالت: والله ما يقيم الفأر في بيتك إلاّ لحب الوطن، وإلاّ فهو يسترزق من بيوت الجيران.!! [email protected]