نفس الأبواق القديمة هذه الأيام تبحث عن نصيب لها من ضجيج ما يحدث.. إلى أي قوة تنتمي حتّى تتلوّن بلونها.. من يعطي القطعة الأكبر للكعكة حتّى تُهيئ ظرفها لاحتوائه!! تجدهم يتلوّنون على حسب الظرف.. إنّ كان الظرف أسود تباكوا بكاءً يمكّنهم من “نتف” قطعة من الكعكة، و إنّ كان أبيض ابتسموا ابتسامة المنافقين الطامعين في نفس تلك الكعكة، و إنّ كان اخضر انتموا لآل البيت، وإنّ كان أصفر باعوا شرفهم، وإنّ كان أزرق ارتدوا البدلات وخرجوا بمشاريع مدنية لم تحققها الصين!! تذكّرني مواقف من يتلّوّنون مثلاً من الأخضر الى الأزرق بقصة موجزها إنّ ابا العيناء خاصم علوياً فقال له العلوي: تخاصمني وأنت تقول كل يوم: اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد فقال: ولكنّ أقول: الطيبون الطاهرون.. ولست منهم.!! *** لم يتوقف هؤلاء المتلونون عن التلوّن بحسب الظرف، بل غيّروا حتّى أبراجهم بما يتناسب والمرحلة، فالذي كان برجه العقرب في الفترة الماضية صار برجه الحمل، والذي كان برجه الأسد وفق حساب الجمل صار برجه الغزال!. والذي كان برجه - بحسب تاريخ ميلاده - الميزان صار الثور، والذي كان بلا برج صار ببرج!. تعيدني طلعاتهم التي لا تشبهها طلعة بقصة قديمة مفادها إن اعتناق أحدهم الاسلام أدى به الى تولي الوزارة.. فصار أبو العيناء إلى بابه، فقيل له : “إنّه يصلي”. فقال: “إنّه معذور.. لكل جديد لذة”.!!.. وكأن التاريخ الزاخر بالمئات من هؤلاء المتلونين مازال ممتداً حتّى اللحظة.. رحمك الله يا ابو العيناء كم شهدت من أمثالهم! [email protected]