الكبار في تاريخ الفكر السياسي اليمني هم الذين لا يقبلون الانكسار والتراجع عن وحدة الأرض والإنسان والدولة اليمنية الواحدة والموحّدة وهم فقط الذين يحق لهم الانتماء لقدسية التراب اليمني الكبير، أما الذين ألفوا التقزيم والتشطير والتبعية فإنهم لا يمثّلون اليمن مطلقاً ولكم أيها الأحرار من أبناء اليمن الوحد والموحد أن تنظروا إلى تاريخ الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر فقط ولا نقول تاريخ الامبراطوريات اليمنية القديمة وفي تاريخ الثورة اليمنية أن تتأملوا في أهدافها الستة لتدركوا أن الأحرار لمّا ثاروا على الإمام لأنه قبل التشطير وعقد اتفاقاً مع بريطانيا اعترف فيه بالسيادة الاستعمارية على جزء غالٍ من الوطن ومن أجل ذلك كان لزاماً على أحرار اليمن الكبير آن يرفضوا كل من يقبل التجزئة والانقسام كائناً من كان. لقد كانت وما زالت وستظل أهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر عامي 62-1936 تمثّل العقل الجمعي للإرادة اليمنية المتحررة من التبعية أياً كانت أو القابلة بالانتقاص من السيادة الكلية على كل المكونات الجغرافية والبشرية لليمن الواحد والموحد أياً كان، لأن أهداف الثورة اليمنية الستة تعد الوحدة اليمنية اللبنة الأولى في صرح الوحدة العربية الشاملة وهنا يظهر العمق الاستراتيجي لأهداف الثورة اليمنية الخالدة التي ضحّى أحرار اليمن من أجلها وقدّموا الغالي والنفيس، فهي في الفكر الاستراتيجي السياسي اليمني الحديث خارطة الطريق لإخراج الأمة من حالة الانكسار والتبعية، وهي البوابة المشرقة لمستقبل الوحدة العربية القادم الذي يستطيع العرب من خلالها رسم خارطة الوطن العربي الواحد والموحّد في العلاقات الدولية بما يجعل ذلك الوطن الكبير قادراً على التأثير المباشر الذي يعزّز المكانة الفعلية في صنع القرار في العلاقات الكونية. إن من يفرّط في الوحدة اليمنية لا يمثّل اليمن مطلقاً ولا علاقة له بالشعب اليمني ولا يحق له الانتماء إليه لأن من ينتمي إلى قدسية التراب اليمني الطاهر لابد أن يكون بحجم البعد الاستراتيجي للإرادة الكلية لأبناء اليمن الأحرار ويمتلك طموحاً مشروعاً لحماية الدولة المركزية القوية والقادرة والمقتدرة على فرض هيبتها وسلطانها على كل المكونات الجغرافية والبشرية لليمن الواحد والموحّد ومن لا يمتلك ذلك فإنه مرفوض ولا يمثّل سوى نفسه أو القوى التي يتبعها، وهو ضد الإرادة اليمنية الحرة والأبية المتحرّرة من التبعية أياً كانت، ومن هنا كان لزاماً على أحرار اليمن الحفاظ على الوحدة اليمنية، لأنها بوصلة الانطلاق إلى المستقبل الأكثر إشراقاً بإذن الله.