لم يكن إدراكنا للاستهداف الخارجي لبلادنا اليمن متأخراً كما يزعم النافخون في الكير المبررون لإثارة الفتنة والذاهبون خلف الأوهام والعازفون على وتر المصالح الضيقة والأنانية والمضحون بالمصالح العليا للوطن من أجل إرضاء أعداء اليمن الواحد والموحد, بل كان من وقت مبكر وقد كان لنا موقفنا الذي عبر عن الحس الوطني الذي خلد في ذاكرة الشعب الجمعية التي أحصت كل صغيرة وكبيرة وفي سبيل الدفاع عن السيادة الوطنية, ومن أجله واجهنا حرباً عدوانية همجية من الذين انطلقت أصواتهم منادية لأعداء الوطن للنيل من السيادة الوطنية وأظن ذلك لم يكن خافياً على كل الشرفاء والنبلاء.. أما من كانوا أدوات الخارج لتنفيذ مخطط تدمير اليمن فإنهم ينكرون جرائمهم الآثمة في القول والفعل ظناً منهم أن ذاكرة الشعب كانت غافلة عن ذلك الفجور. إن التحذير والتنبيه من خطر الفتنة التي تنفذها قوى الشر والعدوان وتساندها وسائل الفجور والزور التي وضعت نفسها في موضع المعادي لوحدة اليمن الأرض والإنسان والدولة, لم يكن وليد اللحظة الراهنة أيها العاتون للوطن والناعقون بالخراب والدمار ولكنه الشعور الدائم بأية محاولة تنال من السيادة والكرامة اليمنية لاتحركه مصالح كما تفعلون, ولاتحركه تزلفات كما تسلكون, ولكنه الوطن الذي له علينا واجب الدفاع عنه بكل مكوناته الجغرافية والبشرية, ولأننا ندرك أن الدفاع عن الوطن ومنع المخاطر دفاع عن جوهر الإسلام عقيدة وشريعة, ولأنه ولاء أبدي يسري في شرايين دمائنا لايقبل التبديل أو التحريف يامن بعتم ضمائركم بالذل والمهانة وقبلتم بالانكسار من أجل مصالحكم الأنانية ورغباتكم الشيطانية. أيها العابثون بالوطن الفاجرون في أقوالكم وأفعالكم الماضون في طريق الشيطان يكفي نكاية وكيداً ومكراً وخبثاً وسخفاً ومهما فعلتم فإن العقوق لديكم لاحدود له وإن صبر الشعب عليكم مازال فيه متسع للكف عن العقوق والعودة إلى جادة الصواب الحق, ولكم أن تكفوا عن غيكم وبغضكم لبعضكم بعضاً لتسجل ذاكرة الشعب ولو حسنة واحدة تكفرون بها عن العقوق والفجور الذي مارستموه في حق الوطن. إن تحذيرنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن نابع من صميم الإيمان بالله وقوة الاعتصام بحبله المتين لا تحركه المصالح والمنافع الخاصة ولا يحركه إلا قوة الولاء لله الواحد القهار وعظمة الانتماء لوطن الإيمان والحكمة اليمن الواحد والموحد رغماً عن أحقادكم وبغضكم, لأننا ندرك أن واجبنا يحتم علينا الذود عن الوطن ووحدته وأمنه واستقراره ورخائه بإذن الله.