اشاد الدكتور سيف العسلي وزير المالية السابق بدور أفراد وضباط القوات المسلحة والأمن في الحفاظ على الأمن والاستقرار وعلى الدستور والقانون ووصفهم ب" الأبطال الحقيقيون " وخاطبهم في مقالة له بصحيفة الثورة الرسمية اليوم بقوله أنتم ياأفراد وضباط القوات المسلحة والأمن الأبطال الحقيقيون لأنكم تقدمون دماءكم الزكية دفاعاً عن الوطن والكرامة والحرية،و تقاتلون لمنع التسلط والعبودية ولذلك فانكم المنتصرون وقال :" الأمة كلها معكم بقلوبها ودعائها لأنها ممتنة للأدوار التي تقومون بها من أجل تقدمها ورقيها وبدونكم لا يمكن تحقيق أي تقدم اقتصادي ولا استقرار سياسي ولا سلام اجتماعي. وأضاف : إنكم تقاتلون لا من أجل أنفسكم فحسب وإنما من أجل الأمة كلها .. إنكم تقاتلون حتى من أجل من خذلكم بمواقفه المنحازة (أحزاب اللقاء المشترك) إلى عدو الأمة وعدوكم. وزاد العسلي في خطابه لأبطال القوات المسلحة والأمن : إن مواقفكم هذه نابعة من حسكم الوطني أما مواقف هؤلاء فإنها نابعة من الأنانية والحسابات الخاطئة بل إنكم تقاتلون لمصلحة من يقاتلونكم الذين أعماهم الطمع بالسلطة أو الجهل فدفعهم للإضرار بمصالحهم ومصالح الوطن، فالوطن الذي تقاتلون من أجله هو وطن الجميع بما فيه هم، أما هم فإنهم يقاتلون من أجل التميز والشرذمة والظلم والفيد. وجاء في المقالة :" إنكم تقاتلون من أجل الحفاظ على الدستور والقانون الضروري لتوفير الشعور بالأمان الذي توفره المؤسسات السياسية الشرعية للجميع، أما أعداؤكم فإنهم يقاتلون من أجل أن يتسلط القلة على رقاب المواطنين قسراً، إنهم يقاتلون من أجل الكسب الحرام، إنهم يقاتلون ضد العيش المشترك، إنهم يقاتلون من أجل فرض العنصرية، إنهم يقاتلون من أجل فرض الوصاية " أنتم الأبطال الحقيقيون لأنكم قد تغلبتم على حب الذات من خلال فدائكم لمصالح الوطن بأرواحكم الزكية، فقط القليل من الناس يستطيعون التغلب على غريزة حب الذات لديهم وأنتم في مقدمة هؤلاء. ولانكم أنتم الأبطال الحقيقون لأنكم قد استطعتم الانتصار على الذات والتصرف بحسب ما يمليه عليكم واجبكم الوطني، ولذلك لا يوجد شك بأنكم ستنتصرون على عدوكم،إن عدوكم يقاتل من أجل ذاته المتضخمة من أجل مصالحه غير الشرعية من أجل الدنيا، أما أنتم فإنكم تنتصرون للوطن كله، إن تضحيتكم هي للوطن كله. ان هذه التضحية لن ينساها الوطن، ذلك أنها تنبع مما يمليه عليكم أيها الأبطال الحقيقيون حبكم لله ولأوطانكم، إنها ضرورية للانتصار للحق ومنع الظلم، إن تصرفاتكم أيها الأبطال الحقيقيون لا تنبع من الظلم مهما كان مصدره وإنما تنبع من العدل، ولذلك فإنكم أيها الأبطال الحقيقيون تسعون دائماً لمقاومة الظلم أياً كان مصدره وبالتالي فإنكم بالمقابل تسعون إلى تحقيق العدل مهما كان محله. وحث العسلي أبطال القوات المسلحة والأمن على القيام بواجبهم وأن لايلتفتوا لبيانات أحزاب اللقاء المشترك التي وصفها بالمشبوهة :" قوموا بواجبكم ولاتلتفتوا لبيانات أحزاب اللقاء المشترك المشبوهة ولا للثرثرة الهوجاء لأصحاب النفوس المريضة , إن تصرفات هؤلاء تجاهكم تدل بما لا يدع مجالاً للشك بأنهم في الحقيقة زعماء عصابات ودعاة تفرقة فما يدفعهم إلى ذلك هو سعيهم إلى تحقيق مصالحهم بغض النظر عن كونها مشروعة وعادلة أو شريرة وظالمة، أما أنتم أيها الأبطال الحقيقيون فإنكم تسعون لتحقيق مصالح الوطن المشروعة. وقال العسلي ان تضحياتكم أيها الأبطال الحقيقيون ضرورية للحفاظ على أمة عادلة وأمة حضارية، إنكم أيها الأبطال الحقيقيون الضمانة الواعية لردع الظلم وتحقيق العدل للجميع، فالقوانين والأعراف والتقاليد حتى وإن كانت عادلة فإنها لا تستطيع لوحدها ردع الظلم وتحقيق العدل.. إنها صماء جامدة غير قادرة على فعل أي شيء، ولذلك فإنه لا قيمة لها إلا بوجودكم أيها الأبطال الحقيقيون، انكم أنتم القوة الدافعة لها والروح المجسدة لها والحياة الدالة على وجودها وأكدت المقالة أن :" لا قيمة لفلسفة تدين الظلم وتحض على العدل إذا لم يوجد أبطال حقيقيون يعبرون عنها فعلياً وواقعياً، ولا فائدة من شعر يتغنى بالحرية ما لم يوجد أبطال حقيقيون يتقمصون تعبيرات القصيدة اللفظية ويحولونها إلى ممارسات يومية، ولا قيمة لأي أفكار إنسانية مهما كانت خيرة ومنطقية ما لم يوجد أبطال حقيقيون مستعدون لتجريبها مهما كانت تكاليف ذلك، ولا قيمة لأي حزب سياسي ما لم يكن برنامجه وسلوك قادته وقواعده وأنصاره تعبر عن المصالح العليا للشعب كله " وعلى هذا الأساس فإنكم أنتم أيها الأبطال الحقيقيون المتسمون بالشجاعة والمضحون والملتزمون أخلاقياً (مع العدل ضد الظلم).. أما أعداؤكم فإنهم حمقى متهورون وقتلة، فالشجاعة ضرورية للبطل لأنه بدونها لا يستطيع أن يقاوم الظلم حتى ولو كان يكرهه، والتضحية ضرورية للبطل فالشجاع الأناني قد يسعى لحماية ذاته ولا ينصر الآخرين، فالتضحية هي التي تميز الأبطال عن المجرمين، فالأخير يحرص على مصلحته هو ومصلحة جماعته لكن الأبطال يحرصون على تحقيق المصالح المشروعة والعادلة للجميع. إنكم أنتم الملتزمون أخلاقياً ولذلك فأنتم الأبطال الحقيقيون، إنكم لا تمارسون القتل لمجرد القتل كما يفعل عدوكم، فهذا الالتزام هو الذي يرشد الشجاعة والتضحية لديكم، فالشجاعة بدون التزام أخلاقي هي تهور وبربرية ووحشية كما يتضح ذلك جلياً من ممارسات أعدائكم، فالحيوان مثل الأسد والنمر أكثر شجاعة من الإنسان ولكنهما ليسا أبطالاً لأنهما يسعيان فقط لمصلحتهما، فإذا ما اصطادا فريسة فإنهما يعطيان الأولوية لنفسيهما حتى ولو كانت بقية الحيوانات أكثر جوعاً منهما، والذئب يترك فرائسه للنمر حتى لو كان سيفارق الحياة من الجوع، فلا يمكن اعتبار تضحية الذئب فضيلة لأن ذلك نابع من خوفه على الذات وليس نابعاً من اعتبارات أخلاقية. إنكم أنتم فالأبطال الحقيقيون لأنكم تمثلون روح الأمة أما أعداؤكم فإنهم يعبرون عن مخلفاتها، إنكم تعملون في الحقيقة بدون كلل أو ملل من أجل بقائها حرة وكريمة متطورة أما أعداؤكم فإنهم يعملون على إعاقة تطورها وتقدمها، قد يتجاهل البعض (أحزاب اللقاء المشترك) تضحياتكم لكن غالبية الأمة لا تفارق تضحياتكم مخيلتها. إن الأمة تعترف وتقدر تضحياتكم وتقف إلى جانبكم، صحيح أن الأبطال لا يهمهم ثناء الآخرين عليهم ولكن الاعتراف ببطولة الأبطال حق على أمتهم، إن ذلك ضروري للاستفادة من عطاء الأبطال الذي لا يقدر على تقديمه إلا قليل من الناس أمثالكم. إن ذلك ضروري للتفرقة بين الأبطال الحقيقيين والأدعياء، فاعتراف الأمة بالأبطال الحقيقيين يجنبها الوقوع فريسة لأعمال وممارسة مدّعي البطولة، فهؤلاء قد يستغلون عدم تحديد الأعمال البطولية والأبطال لتقمص أدوار بطولية بهدف تحقيق مصالح أنانية ومضرة، فعلى سبيل المثال إن من يروجون الشائعات حول أدائكم فإنهم لا يقومون بأعمال بطولية لأنهم منحازون إلى من يقطعون الطرق ويهدرون الممتلكات العامة ويسعون إلى تمزيق الوطن وينشرون الكراهية، فهذه أعمال لا تمت للبطولة بصلة، إنهم مخطئون وليسوا أبطالاً، فعليهم أن يدركوا أن هناك فرقاً بين العمل البطولي والعمل التخريبي. واختتم العسلي مقالته :" إننا في اليمن كل اليمن معكم فلا تلتفتوا لأقوال وأفعال هؤلاء، قوموا بواجبكم مهما طال وقت أدائه ومهما تطلب ذلك من تضحيات، فلا تزعجكم التشكيكات وتستعجلكم الدعايات، ثقوا أنهم سيضطرون للاعتراف بكم وبتضحياتكم لأنكم بإذن الله المنتصرون في النهاية وستجبرونهم على الاعتراف بذلك مهما طال الوقت"