(1) إن المتابع للمشهد اليمني وكذلك المتابع للحركة الاصلاحية, وخاصة الذي يريد أن يكتب حول الإصلاح وتواجده. يجد قلمه في حيرة من أمره. فحيث ماحط قلمه يكتب في جانب من الجوانب وجد الإصلاح الأقوى تأثيرا بين جميع القوى وأنا أقول في جميع الجوانب نعم، فالتجمع اليمني للإصلاح لم يكن حزب سياسي فحسب ولا جمعيه خيريه ولا ربطة اجتماعية ولا منظمة حقوقيه ولا مدرسة فقهيه فقد أصبح الإصلاح بالإصلاحيين شيئاً يحسب له الجميع ألف حساب داخلياً وعربياً وإقليميا..
(2) ياعشاق الحرية.. يا أمل الأمة.. من حنايا الفجر من مشتل المجد جئتم. من ثنايا الشمس من رحيق الأرض ظهرتم. يا صناع التغيير يا أمل القادم.. من وهج السنابل من شموخ المآذن من رياض المساجد من هامة التاريخ سموتم.. إن سمو أهدافكم تلزمكم اليوم بمهام عاليه كسمو أهدافكم... انتم أيها الإصلاحيون الأقوى صفاً والأتقن بناءً والأشد بنياناً والأكثر عطاءً والأجدر إبداعاً والأوفر ألقاً وتألقاً .أنتم الأنوار الساطعة في غسق الدجى. نعم يشار إليكم بالبنان أنكم الأقوى صفاً بإرادتكم الصلبة والنبيلة وأخوتكم المتماسكة، كنتم ومازلتم وستبقون علامة فريد في تاريخ يمنكم المحبوب وصمام أمان لسلمه الاجتماعي، تتطلع إليكم الأنظار بكل فخر واعتزاز وانتم تعملون لتحقيق حياة هانئة تتجسد فيها معاني الإنسانية المثالية. (3) مؤتمراتكم واعتصاماتكم ومهرجاناتكم واحتفالاتكم تسودها المحبة والأخوة والرقي والتقدم.. أتمنى أن تمضوا دون التفات إلى الوراء أو إصغاء لوسوسة وشعوذة وكيد أبو رغال أو وشوشة ابن سلول أو وقوف عن خزعبلات كاهن.. يشهد التاريخ نفسه أنكم هامة تاريخية في جبين هذا الوطن، تفرحون لفرحه وتحزنون لحزنه.. ما أسهلكم وألينكم من أجل المصالح الوطنية. وما أصعبكم وأشدكم عند وجود من يريد أن يمس مبادئكم وأهدافكم أو يريد العبث بوطنكم ودينكم.. كما أنكم الأقوى لنهجه الديمقراطي التعددي الشوروى، ولقد صدق شاعركم حين قال فيكم: «أنا إصلاحي فيا دنيا اشهدي انه الإصلاح دربي وانتماءي أنا إصلاحي ولا أعني به حاجزاً بيني وبين الفرقاءِ فانا أوسع أفقاً ومدى من حدود الشمس من رحب الفضاءِ إنما إن مس ديني مجرماً فأنا في نصرة الحق فدائي» بل انتم أيها الشموس دعاة حرية وحقوق وأصحاب مبادئ وقيم.. (4) أيها المصابيح انه وبرغم كل العذابات المدمرة ومرارة هذه الحياة الحبلى بالأزمات والفتن إلا أننا جازمين أن إرادتكم الصلبة والقوية وعزائمكم الفذة سوف تحول كل العذابات إلى ابتسامات وتحيل الحياة البائسة إلى واحات غنائه موسيقية رائعة.. وماذا لكم يا عظماء إلا لأن قاموسكم أبدا لا يعرف التواني ولا اليائس ولا الخمول.. إنكم ولعمري كما أثبتت التجارب أنكم في المواقف والمواقع كثيرون عند الفزع قليلون عند الطمع بل لا تتواجدون هناك. وجدناكم أصحاب عقول تملأها الحكمة والعلم والمعرفة وقلوب تسودها المودة والإخوة والمحبة ونفوساً تسكنها العزة والكرامة والإباء.. (5) لقد خرجتم في ثورة سلمية وردية مع باقي القوى الثورية لتنقذوا الوطن من شر عائلة فاسدة وتنقذوا شعباً أصبح نصفه يعاني من شح الغذاء. لتعيدوا إلى الشعب ثروته وممتلكاته المنهوبة التي لا يعرفها بسبب تجهيل الحاكم له. صنعتم ثورة بعد عناء من كيد علي صالح وكذب حواراته المنتهية والتي يسبق انتهاءها قبل إنتاجها. ضحيتم من أجل اليمن، استشهد شبابكم وأطفالكم ورجالكم بل ونسائكم ولأجل الوطن، وحصرياً ضحيتم بالغالي والنفيس قُصفت بيوتكم أغلقت شركاتكم ومؤسساتكم ورحّل أفرادكم من وظائفهم واعتقلوا بالمئات وانتم ثابتون وصامدون حتى أتى نصر الله. (6) لقد كنتم ومازلتم التغيير لهذا الواقع المرير المشئوم الصاخب الرديء الذي افسد جماله الفاسدون ولوث طهره العابثون وقتل براءته القاتلون لقد أثبتم بصمودكم ودفاعكم عن الوطن أنكم الأوفياء له، بل عندما يلتفت الوطن يميناً وشمالاً يبحث عن أحبابه وأنصاره تبادرون بكل بطولة وبسالة تقولون بصوت عالي مرتفع، ليس فيه حب الظهور: نحن هنا. نحن فداك يا أغلى وطن. لم ولن تكون كرتاً بيد احد داخلياً أو خارجياً ليس دونكم من سيعيد للوطن سيادته.. إصلاح كقرص الشمس وضوحاً في القرارات والمواقف والبيانات يعرف شعبكم ماذا تريدون كما أنكم تدركون ماذا يريد الشعب منكم. هدوؤكم يبعث في عدوكم الفوضى والضوضاء وتماسككم يفقدهم اتزانهم وتوازنهم. لقد آمن أعداؤكم بقاعدة ذهبية هي «خاب وخسر من عادى وطناً أنتم فيه». (7) لقد أتتكم أيها الإصلاحيون مناسبة عظيمة في تاريخ، اليمن إنها مولد حزبكم الذي كان جنيناً في رحم حركة التجديد والإصلاح. لقد ولد الإصلاح يومهاً وكان يوماً مشهوداً، يوماً تفاءل الناس به، رأى العقلاء وحدهم دون غيرهم انه أمل الشعب وضالته المفقودة. لقد كان نوراً يضيء لأولئك الأبطال المناضلين الذين حملوا علي عاتقهم همّ وطن سرقت منه ابتسامة أطفاله. طريقهم في الكفاح. لقد كان سفينتاً يحمل كل من يريد الخير لليمن واليمنيين حتى يصل بهم إلى ميناء السلام، حيث الشعب ينتظره. لقد استبشر بمقدم الإصلاح من حب اليمن وعرف دائه فأتى معكم فشارككم همكم لعله يجد الدواء معكم وقد وجده.. 22 عاماً وانتم تصنعون هذه اللحظة التاريخية الثورية التي لم تنتهي بعد. ولعله من حسن حظكم وشرف أهدافكم أن يتزامن مولد حزبكم مع ذكرى انتصار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 وكأنها إرادة إلهية تثبت أن ما تدعون إليه وتناضلون من اجله لا يختلف عن ما قامت من أجله هذه الثورة السبتمبرية من رفض للظلم والاستبداد فلعل سبتمبر قد أصبح الشهر المقدس لدى اليمنيين.. (8) إن سمو أهدافكم تظهر جليةً في شعاركم الذي أخذتموه من معين القران قول الحق سبحانه وتعلى «إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلى بالله»، فغايتكم إصلاح، وسيكتب الله لكم النجاح، لا يوجد فيكم «رجل دين» ولا يوجد في منهجكم عصمة لا أحد. يحكمكم في خلافاتكم الداخلية ومع غيركم كتاب الله وسنة نبيه. والوسطية لديكم مبدأ. منهجكم العدل والوسطية لا تضيق صدوركم بالرأي المخالف، بل ترون الخلاف رحمة بالأمة لا يوجد فيكم من يتعصب لرائيه. أذهلتم العالم يوم إن ارتقيتم في حواراتكم وخلافاتكم يوم أن وصلتم إلى أعلى قمت في الحضارة والتطور وهي أن لا تخرج خلافاتكم عن أطركم التنظيمية.. لا تقبلون بالظلم والضيم شموخاً في زمن الانكسار عزةً في زمن الذل والانحطاط، إنكم مدرسة فريدة ونادرة في القوة والإخوة والتماسك والشجاعة والتضحية لن يستفيد منها غير المدرك لحقيقتكم الحقة.. (9) ختاماً أيها القادة الأعلام، تاريخكم ناصع يلمع بريقه إلى أعلى مستويات القمة لم يثبت في تاريخ إصلاحكم انه صنع مايشوبه أو ما يجعله يرجع حتى إلى المرتبة الثانية فهو الأول دائماً. واعلموا أن سر قوتكم التي جعلت عدوكم يحفر قبره بيديه هي في قوة إيمانكم بمبادئكم وأهدافكم التي رُسمت قبل سبعين عاماً.. إياكم أن تتخلوا عن اخوتكم أو تتواروا عن تحقيق أهدافكم، كثفوا جهودكم، رصوا صفوفكم، عمقوا صلتكم السماوية برب العزة، فانتم في أصعب مرحله، مرحلة النجاح بإذن الله.. إياكم أن تسمعوا للمثبطين المتكاسلين الحاقدين عليكم وعلى وطنكم الذين لا يرون شياً جميلا. دعوهم ولا تلقوا لهم أي اهتمام، وليكونوا من كانوا، سياسي بكرفتته، أو قاضٍ بجبته وعمامته، فغاياتكم أعظم واجل واكبر من أن تردوا على كل نايحة غايتها حجب شمسكم الواضح عن أعين الناس ليوهموهم أنها عبارة عن شمعة صغيرة. هؤلاء الذين لا أصفهم إلا كاسفنجة، جاءت لشفط البحر ماذا عساها أن تفعل.. (10) ولا أنسى أن ادعوكم وأذكركم وأحذركم.. ادعوكم إلى الإيمان بمبدئ الحرية للجميع. ادعوكم إلى القبول بالرأي الآخر، كما ادعوكم إلى مشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم، وكذلك أرجو عدم غض الطرف عن القضايا الموجودة في الساحة اليمنية وبالتالي التعامل معها كقوة حقيقية فاعلة وان كانت بسيطة. فالصغير المتمرد مثلاً عند ما يتجاهله الساسة سرعان ما يتحول إلى مشكلة كبيرة، وكما يقال الإيمان بالقضية (المشكلة) بداية حلها والتخلص منها.. ولقد كانت هذه القضية أكبر مشكله للنظام السابق. وأذكركم بان دعوتكم هي الدعوة الوسطية، وهي التي تقول التمس لأخيك سبعين عذراً. وأحذركم من داء خطير أهلك من كان قبلكم ألا وهو ممارسة الإقصاء والتهميش، أتمنى أن تكونوا آباء للجميع.. امضوا في دربكم مجاهدين إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.