أقولها بثقة تامة منبعها معطيات الواقع إن الدكتور محمد المتوكل كان آخر أنبياء السلام في وطن الفتن والتناحرات، تحز في وجعي كلمة «كان» لأني إلى الآن لم أستوعب فاجعة اغتيال العقل الاستثنائي الذي أنجب أفكار التعايش وقيم السلام. ما أحقر الحروب التي يكون أحد أطرافها التطرُّف الذي أصبح هنا المستفيد الوحيد من اغتيال أي مشروع وطني مضمونه المدنية والدولة الحديثة، هذه الفكرة المنشودة حاول المتوكّل زرعها في بيئة ملوّثة لا تقبل المحايد بقناعة أخلاقية، فقد استهدف المتوكل بوحشية المكوّنات المتطرّفة التي تجاوزت الغباء بمرتبة التخلّف الممنهج الذي يجعل من العقول الوطنية خصوماً يجب تصفيتهم. فالدلالة هنا بمنطق صريح هي أن أمثال المتوكل يعيشون قناعاتهم بسلوك يظهر في أفكارهم وآرائهم ومحاضراتهم، والأهم في الحلول التي لا مبرّر لرفض عقلانيتها المتزنة بالقيم الأخلاقية والمنهجية الوطنية الخالصة. هنا يتجسّد العذر الأكثر قبحاً من الذنب ليظهر لنا حقارة النوايا التي استهدفت اليمن وطناً وإنساناً بشخصية رجل بحجم المتوكل؛ جميعهم يحاربون الفكر المعتدل بحجّية حماية المصالح التي لا تعترف بها المبادئ الوطنية بسبب أن أغلبية مكوّنات العملية السياسية في اليمن تبني مشاريعها الخاصة على حساب غياب الدولة. لذا جميع الأطراف المنهمكين في تحقيق مكاسبهم هم المتورّطون في اغتيال الرؤية السامية والفكرة المدنية التي تبنّاها إنسان متحرّر القناعة عرف بتوصيف الأب والأكاديمي والسياسي والوطني. لا أملك من هول الفاجعة سوى صرخة أتنهّد بها في وجه المتطرفين إذا أردتم أن تستمرّوا في اعتناق الخبث كنهج يرضي قذارتكم، اتركوا لنا الأنبياء ليعصموا قلوبنا من فواجع قبحكم..!!. بقايا حبر: يكفي... فقد توضّأ من سواد حبري، وطن يصلّي للنحيب، صوب قبلة العابثين.. ألم أخبركم أنه لم يعد هناك شيء يستحق الرثاء..؟! [email protected]