الخوف كحنفية بلا “ربل” يتسرّب إليّ نتيجة ما ستؤول إليه أوضاع التعليم، وخاصة في ظل ما يحدث ويُفتعل في البلاد! فالأوضاع الأمنية تسير في متاهة من الأسلحة والأيدلوجيات المدّمرة.. مرّة من سيء، ومرّة إِلَى أسوأ، ومرّة ما بين وبين، والأوضاع الاقتصادية حدّث ولا حرج، والأوضاع الاجتماعية كنتيجة طبيعية تُصاب بنكبات كبيرة متراكمة، تزداد سوءاً كلما تردت الأمنية والاقتصادية. التعليم جزء من موكب الوضع الاجتماعي المرتبط بانعكاسات الأمن والاقتصاد.. ولكنّه يبدو خلاف سيرة ضمن الموكب يسير وحيداً متخبّطاً إِلَى جهة ما مجهولة. ومرد تخبطه مرة بفعل الأوضاع الأمنية غير المستقرة كحال عام ومرة بفعل الوضع الاقتصادي المتذبذب كحال عام أيضاً، ومرة بفعل الداعين إِلَى تحديث المناهج كحال يميّزه ومرة بفعل من لا فعل له سوى التخريب ومرة بفعل انهيار ثقافة طبقة الأساتذة! في البدء قد تبدو إعادة التعليم إِلَى سيره الطبيعي ضمن موكب الأوضاع الاجتماعية ممكنة وذلك في حال إيجاد منقذ حقيقي وجذري لمحتوى المنهج والذي يتطلب التحديث الفوري والآني. إن حُدّثت المناهج حلّت جزءاً من حالة التخبط التي يعاني منها، وبالتالي يمكن إعادته إِلَى الموكب وإيجاد بقية العلاجات ضمن الموكب، ولكن إن لم تحدّث فلن تتم اعادته مطلقاً! تحديث المنهج قصة حيّرت العلماء في اليمن.. جعلت بعض الكتّاب أكثر شراسة تجاه المعنيين بالتحديث.. طمّعت بعض القوى المتخلّفة إضافة ما تراه مناسباً لتقوية نفوذها وأذرعها..جيّشت سرباً يتميز ب«لا» الانسجام يقترح حلولاً ويقدم تصورات تُحفظ عادة في الأدراج! تقدم ابني (الأول الابتدائي) في لحظة استعصى عليه حفظ نشيد (من فجّر الأنهار) ومطلعه: من فجّر الأنهار وأنطق الأطيار وجمّل الأزهار بالعطر والجمال؟ من علّم العصفور في الجو أن يطير؟. تقدّم إليّ بمقترح لتحديث النشيد مردّداً: من علّم الدجاجة تبيض في الطريق من علّم الحمار كيف النهيق من علّم الكلب يطفّي الحريق! *** هي ناقصة صبي صغير يقدّم مقترحاً لتحديث المنهج؟! [email protected]