عندما نتجرّد من أي شيء سوى الكتابة؛ نحاول أن نرسم ينبوع أمل يفرش ألقه فوق شلّالات الدماء النفسية والمادية التي تمر بها اليمن، عندما نرى صيحات الأمل ترفرف في فضاءات مدينتنا نترقّب غداً أفضل. أولئك الشباب الذين يرسمون السلام في منشوراتهم بين بسطاء الحياة، يحلمون بغدٍِ خالٍ من السلاح، يرفضون أي عناصر مسلّحة في مدينة تعز وغيرها من المدن من أية جهة كانت، يعزّزون ثقتهم بالدولة ويرفضون أن تكون هناك سُلطة سواها على الأرض تحت أي مبرّر. لا يكتفون بالصمت والأمنيات، بل يدافعون عن مصير اليمنيين المشترك، فالدم الذي يُسفك دمٌ يمني وسط تخاذل سياسي وإقليمي وجدت في اليمن ملعباً خصباً لتصفية الحسابات، وجرّه إلى حرب طائفية لم تكن يوماً مأوى لها ولن تكون كذلك بإذن الله. شباب ينادون بعدم الصمت؛ لا أعرف أسماءهم جميعاً ولكن أرى نشاطهم بالتوعية برفض الصمت، وعدم القبول بإهدار الدم اليمني، يرفضون أن تتحوّل اليمن إلى شلاّل دماء، يرفضون أن تتحوّل الهوية اليمنية إلى هوية طائفية، يرفضون أن تتحوّل اليمن إلى خيارات العنف والتشرذم. شباب أقرأ كتاباتهم هنا وهناك، وبذور توعيتهم تنتشر في أرض الخير، يسعون إلى التحرُّك بالدفع في اتجاه إجماع وطني لتجنيب البلاد مصير الصراع الذي لا يرحم أحداً ويشعرنا جميعاً بالخطر. ما أجمل أن يسعى صحافيون وكتّاب مستقلون إلى إطلاق مبادرة «حركة مواطن من أجل الدولة» رفضاً لتواجد أية ميليشيات مسلّحة من أي طرف في كل المدن والمحافظات اليمنية، شباب تنتشر كلماتهم وأفعالهم بين الناس بالتوعية أن الجيش والأجهزة اليمنية هي المعنية حصرياً بحماية المدن والمحافظات والمصالح العامة. نعم لليمن وتغليب مصالحها، نعم لهذه التوعية الجادة، نعم للفعاليات الشعبية المناهضة للعنف، نعم لأي أنشطة ترسم مستقبل اليمن بسلام، لا للعنف، لا للدماء، لا للصراعات، لا للتمزُّق. الدم اليمني أغلى من أية مصالح أو مكاسب سياسية، فلنأخذ بيد بعضنا إلى المزيد من التوعية للسلام ورفض العنف، فأول المشوار يبدأ بكلمة صادقة. [email protected]