بهدفي البرواني وجراش على عُمان.. المنتخب اليمني للشباب يضرب موعداً في النهائي لملاقاة السعودية الخميس القادم في كأس الخليج العربي    إعلام العدو: مرة جديدة إصابة مطار "رامون" بمسيرة أطلقت من اليمن    معاريف.. الهجوم اليمني على مطار رامون قد يكون له آثار وخيمة    الإسباني كارلوس ألكاراز يحرز بطولة أمريكا المفتوحة للتنس للمرة الثانية    نقابة الصحفيين تجدد مطالبتها بالإفراج عن 9 صحفيين مختطفين لدى المليشيا منذ سنوات    وفاة طفل في مديرية خور مكسر    طفل يقود مركبة يدهس طفة في مارب    تعز.. حملة ميدانية لإغلاق شركات الأدوية المخالفة للتسعيرة الجديدة    طنين الأذن .. متى يستدعي القلق؟    ترحيل 1617 مهاجرا غير شرعيا من صعدة    اكتشاف عجائب أثرية في تركيا    اعتراف مثير من مبابي بشأن باريس    الذهب يستقرقرب أعلى مستوى قياسي    ب52 هدفا.. ديباي الهداف التاريخي لمنتخب هولندا    سياسي حضرمي يتلقى تهديد بقطع رأسه ويبلغ النائب العام (توثيق)    خالد العليمي ابن رئيس المجلس الرئاسي يمارس البلطجة ويهدد صحفي(توثيق)    سريع يعلن عن عمليات عسكرية واسعة في فلسطين المحتلة    ناشطة تحذر من توسع ظاهرة اختطاف الأطفال وتدعو الجهات المعنية لتحمل مسؤولياتها    الجاوي: اليمن لن يُحكم بعقلية الغلبة ومنطق الإقصاء    عدن .. قضاة وموظفون يرفعون الإضراب ويعلنون عن اتفاق يعالج مطالبهم    إسرائيل تكشف بنود مقترح امريكي لصفقة تبادل أسرى في غزة وحماس ترحب    القائم بأعمال وزير الخارجية يلتقي مدير مكتب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن    الرئيس المشاط يتلّقى برقية عزاء من ممثل حركة حماس في استشهاد الرهوي ورفاقه    الحارس وضاح أنور يستحق الثناء والمديح    رئيس الوزراء يشيد بإنجاز منتخب الشباب ويؤكد: أنتم فخر اليمن وأملها المشرق    العلامة مفتاح يزور وزارات العدل والخارجية والثقافة ويشيد بإسهامات وزرائها الشهداء    النعيمي يؤكد أهمية استكمال السياسات الزراعية ويشيد بإسهامات الشهيد الدكتور الرباعي    دائرة الشباب في الإصلاح تهنئ المنتخب الوطني للشباب بتأهله إلى نهائي كأس الخليج    بحشود ايمانية محمدية غير مسبوقة لم تتسع لها الساحات ..يمن الايمان والحكمة يبهر العالم بمشاهد التعظيم والمحبة والمدد والنصرة    كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (12)    الحوار أساس ومواجهة الاستكبار نهج    وفيكم رسول الله    يوم محمدي    خواطر ومحطات حول الوحدة اليمنية (الحلقة رقم 53)    بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف 1447ه .. بريد منطقة الحديدة يكرم عدداً من كوادره المتميزين    مرض الفشل الكلوي (20)    محافظ عدن يتفقد مشروع مدينة الشيخ محمد بن زايد الطبية    انتقالي المكلا يتقدم ببلاغ للنائب العام يتهم بن حبريش بالتقطع لوقود الكهرباء (وثيقة)    الرئيس الزُبيدي يفتتح قسم الرقود ويضع حجر الأساس لأقسام طبية متقدمة بمستشفى عبود العسكري    مركز الإنذار المبكر يعلن مواعيد الخسوف الكلّي النادر للقمر في اليمن    بعد جهود استمرت لأكثر من خمس سنوات.. فرنسا تعيد إلى اليمن 16 قطعة أثرية    اجتماع بتعز يقر تنفيذ حملة ميدانية لإغلاق شركات الأدوية والصيدليات المخالفة    تدشين مشروع إنارة المدخل الغربي لمدينة عتق    "بيت الموتى" في تركيا.. اكتشاف مذهل لطقوس العصر الحجري الحديث    اكتشاف تأثير خطير لمرض السكري على القلب    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يناقش جملة من الملفات الخدمية والإنسانية في سقطرى    اليمنيون.. سفراء وطن بلا حقائب دبلوماسية.. شبانة محمد شفي.. وجه يمني يرفع راية الوطن في منصات بريكس الدولية    حرمان جيشنا وأمننا من مرتبات 17 شهرا وأموالنا تذهب للأوغاد    سردية اللعبة المكشوفة.. هبوط وارتفاع العملة المحلية والأسعار    تصفيات اوروبا لمونديال 2026: البوسنة تسحق سان مارينو بسداسية    مركز الأرصاد يتوقع أمطارًا رعدية ورياحًا قوية في عدة محافظات    البروي: الاعلام الرسمي بصنعاء يمر برحلة هبوط إلى القاع    من يومياتي في أمريكا .. فقدان    10 علامات تحذيرية تدل على انسداد الشرايين وتهدد صحتك    للمعاندين: هل احتفل الصحابة بالمولد بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام    لماذا قال ابن خلدون العرب إذا جاعوا سرقوا وإذا شبعوا أفسدوا    حلاوة المولد والافتراء على الله    مدينة الحب والسلام (تعز)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى أين نمضي..؟
نشر في الجمهورية يوم 28 - 11 - 2014

كنت في زيارة لأحد الأصدقاء فوجدته غير قلق عن انعدام مادة الغاز الأزمة التي تعاني منها صنعاء منذ أيام, فاستفسرت عن ذلك, وكانت المفاجأة أن لديه أكثر من عشر اسطوانات غاز داخل بيته, غير عابئ بخطورة هذا الأمر الذي ربما سيودي بحياة أسرته وأسر مجاورة, إذا قدّر الله, فما الذي جعله يعمل ذلك غير أن الثقة منعدمة, وأن القادم سيكون أسوأ إذا لم تحلحل الأمور, فهناك صورة قد ارتسمت في مخيلته ومخيلة غيره أن الرفاهية والسعادة غير ممكنة, فلا ثقة والمشكلات كما هي والأزمات مازالت تطارده بين يوم وآخر, لذا لا مشكلة أن ينام والخطر رابض غير بعيد من سريره أو سرير أطفاله.. وهنا تكمن الغرابة, لأن كل الأمور عنده سيان, من لم يمت بالسيف مات بغيره.. فهو يشعر بقرارة نفسه, بأنه لا يعرف إلى أين يمضي وما هو المصير..؟.
فهو سؤال يفرض نفسه اليوم والاستقرار السياسي غائب عن أفقنا الملبد بالمكايدات والحسابات, التي هي بعيدة عن حساباتنا نحن البسطاء والمساكين, وهو إلى أين نمضي..؟ فهل تعي القوى المتصارعة أن عدم الاستقرار يزيد من اتساع الهوة لا ردمها, مما يعني بأن الجغرافيا السياسية قد تتبدل ولها تبعاتها من التأزم الإنساني, والتشرذم تحت مسميات قد تفرضها سيناريوهات جديدة, فبدلاً من إيجاد الحلول لقضيتين يمنيتين, حازتا الاهتمام الكبير في السابق, ستبرز لاحقاً قضايا عدة, لا تختلف كثيراً, بدأت بعضها تظهر على سطح الأحداث المتتابعة, فما يحدث اليوم في مناطق عدة ألا ينذر بكارثة أو بكوارث؟.. أتساءل أنا أيضاً..!! عن المآلات التي ربما سنمضي إليها, ولا مدعاة حينها للبكاء, فهو بكاء على لبن مسكوب, نحن أنفسنا من عملنا على إهداره.
فحياتنا صارت مغلّفة بالتيه, غرباء عن هذه الأرض التي نقف عليها.. غرباء, يحيط الخواء بنا من كل جانب, نجد في القتل اليومي الذي صار يطاردنا ويطارد المسالمين منا من شارع إلى آخر نوعاً من العزاء, نجد في الخوف ضالتنا بأن نوجه سؤالنا مرة أخرى وثانية وثالثة: إلى أين نمضي؟ .. نشعر بالتعب.. بالأرق, بالإنهاك على كل الأصعدة, السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. ومع ذلك صانعو الأزمان مازالوا على وتيرة واحدة في إتعاب نفوسنا المتشبعة تعباً, فالحروب المتعددة هنا وهناك منذ أربع سنوات, والمشكلات المستمرة مع الكهرباء, البترول, الغاز المنزلي, تجعلنا نعيش خوفنا المستمر وقلقنا الدائم, وسؤالنا المتكرر: إلى أين نمضي..؟.
البحث عن التفاؤل في هذه الظروف مطلوب, لكن لابد من توصيف الواقع, فحين ننجح في ذلك نكون حينها قد قطعنا شوطاً كبيراً في البحث عنه ومتعلقاته, فواقعنا مدعاة للرثاء.. تفاقم للقلق وخوف من المستقبل وعدم ثقة بالنفس والآخر مع غياب للقدرة على التأقلم, أو التكيف أو الرضا, إلا من باب التسليم, فهناك تعب وعدم تعاطٍ لمتطلبات التغيير, التغيير الذي يعمل على تغيير بوصلته فتصير مضادة لمتطلبات المواطن الذي يريد حلاً لمشكلاته لا يريد غير ذلك, الحل الذي سيأتي عبر إجماع وطني تكون الهوية اليمنية هي الجامعة.
فالواقع يشهد اضمحلالاً للعمل الوطني الحقيقي, وهو العمل الذي يريد المحافظة على الأرض والإنسان ومبادئ التعايش, وبروزاً متعمداً لأشكال جديدة للصراع مع فتح حلبات جديدة للمتصارعين, تقترب أكثر من المنشآت الحيوية لهذا الشعب المغلوب على أمره, فهناك خطة طويلة المدى, كما يبدو خطة تريد تقويض السلم الاجتماعي, الذي بدا نوعاً ما متماسكاً, فلم تنجح مشاريع الاحتراب والتقاتل بشكل سريع أن تقضي عليه، لذا تعمل على إطالة المدة وإيجاد مساحات شاسعة لتكون ميادين مفتوحة للأرض الخراب, فمهندسوه، أي الخراب يعلمون بأنه كلما طالت فترات الصراع كلما ارتفعت تكلفة الخسائر البشرية والمادية كما أنها تعمق الانقسام جغرافياً وإنسانياً ومجتمعياً, وذلك هو ما يخدم أهدافهم, لذلك ربما هم يعلمون إلى أين نمضي, لكن هم يمكرون والله يمكر وهو خير الماكرين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.