معيشة الناس تقتضي التعاون بين الحاكم والمحكوم بعيداً عن المماحكات والترهات التي لا طائل منها، وبعيداً عن التصنيفات المهلكة للحرث والنسل. والعيش الكريم يتطلب جهود الجميع والإرادة المتكاملة لبقاء المجتمع مدنياً متسامحاً ومتعاوناً لئلا يسقط الكادحون في فوهة التشظي والحرمان ، في حين ترفل العصابات النخبوية في العيش الوارف، وتتسلط على خيرات المجتمع ضاربة بحقوق الضعفاء عرض الحائط. إن ما نراه من تباين شاسع في معيشة الناس يبعث على القلق اليومي ، ويفتح باب الظلم على مصراعيه، ويقطع الطريق على تطوير المجتمع كما يجب، ويدفع بالشريحة المتهالكة إلى طريقين لاثالث لهما.. طريق الانحراف الأخلاقي، وطريق الإرهاب الديني. لهذا يجب عل كافة شرائح المجتمع أن تصل إلى ميثاق شرف يحفظ كرامة معيشة الجميع، ويجعل من تعايشها واحة لطرق الأمان بدلاً من التربّص ببعض، وبعيداً عن استهداف المصلحة العامة وتدمير مكتسبات الوطن. [email protected]