• ماذا لو أنك عزيزي القارئ ذهبت إلى المطار للسفر في رحلة ما، وبعد أن قمت بكافة الإجراءات وقبل دقائق فقط من موعد إقلاع الطائرة يتم إبلاغك بأن الرحلة أُلغيت إلى أجل غير مُسمى لأن الطائرة لن تأتي.. كيف سيكون شعورك، وكيف ستتعامل مع هكذا موقف؟ • موقف كهذا من المستحيل أن يحدث لك في أي من مطارات العالم أو تُقدم على ارتكابه أية شركة طيران محترمة، تحترم نفسها وتحترم مستخدميها، ولكنه حدث فعلاً في مطار تعز يوم الاثنين الماضي للمسافرين على خطوط طيران “السعيدة” في رحلتها من تعز إلى صنعاء، حيث أتى المسافرون وأنا واحد منهم إلى المطار وبعد أن استكملنا كافة الإجراءات وقبل دقائق من موعد الإقلاع، فوجئنا بإبلاغنا بأن الرحلة أُلغيت، لأن الطائرة لن تأتي بسبب عطل فيها، ومع كثرة الأعطال التي أصبحت تتعرض لها طائرات الشركة مؤخراً، فإن الأمر يثير المخاوف من عدم صلاحياتها للعمل لأنها تعرض حياة الناس للخطر. • مندوبو “السعيدة” في المطار لم يكلفوا أنفسهم عناء الاعتذار ولم يبدُ عليهم أثر لتأنيب الضمير جراء هذا التعامل البعيد عن المسئولية والذوق والأخلاق مع المسافرين، فهل من الذوق والأخلاق أن لا يتم إبلاغ المسافرين بوقت مبكر لكي يبحثوا عن وسائل بديلة للسفر إلى صنعاء خاصة وأن أغلبهم لديهم مواعيد ضرورية ومهمة في صنعاء في نفس اليوم، كما أن بعضهم كان مرتبطاً بمواعيد رحلات إلى الخارج بعد حوالي ساعتين أو ثلاث ساعات ولن يتمكنوا من الوصول في الموعد المحدد ولن يتم تجديد حجوزاتهم إلا بدفع غرامات مالية، فمن المسئول عن تأخرهم عن رحلاتهم، ومن سيتحمل دفع هذه الغرامات؟ • في الدول التي تحترم الإنسان، فإن أي شركة طيران ترتكب حادثة كهذه لن تمر مرور الكرام، حيث ستتعرض الشركة للمقاضاة وسيتم تحميلها كافة المسئوليات والخسائر الناتجة عن عدم احترامها لمواعيدها، بل وقد يتم إيقافها عن العمل لأنها لا تحترم مواعيدها ولا مستخدميها، ولكن في بلادنا أمر كهذا لن يُحدث أي صدى وسيمر مرور الكرام؛ فلا أحد سيحاسبها أو سيعاتبها مجرد عتاب، وستستمر فيما تقوم به من استهتار وتعامل لاذوقي مع المسافرين «شاء من شاء وأبى من أبى». • كُنا نظن وبعض الظن ليس إثماً أن ظهور ناقل جوي جديد إلى جانب «اليمنية» سيؤدي إلى خلق نوع من التنافس بين الشركتين سيصبُّ في مصلحة المسافرين، سواء في تخفيض أسعار التذاكر أم زيادة عدد الرحلات وتنوّع مواعيدها، غير أن شيئاً من ذلك لم يحدث لأنهما أصبحتا صنوان في كل شيء، سواء في الأسعار، أو المواعيد، غير أن «السعيدة» مؤخراً أصبحت أكثر سوءاً، خاصة في ارتفاع أسعار التذاكر وعدم احترام الوقت ومواعيد الرحلات، وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها بإلغاء رحلاتها فجأة وبدون سابق إنذار دون وضع أي اعتبار للمسافرين. • ففي كثير من المرات التي اضطررت فيها إلى استخدام طيران “السعيدة” مُجبراً لا مُخيّراً للسفر إلى صنعاء أو العودة إلى تعز، لم يحدث يوماً أن التزمت “السعيدة” بمواعيد رحلاتها، ففي كل مرة تتكرر نفس المشكلة المتمثلة في تأخر الإقلاع ما بين ربع إلى ثلث ساعة عن الموعد المحدد؛ أما مؤخراً فقد تطور الأمر إلى إلغاء الرحلة برمتها، وهو ما جعل العديد من المسافرين يتندرون قائلين: المفترض أن يغيروا اسم الشركة إلى «التعيسة» بدلاً عن «السعيدة» فذاك هو الاسم الذي يليق بها. • التعامل في الشركة غاية في السوء، فلا احترام للمواعيد، ولا تعامل حضاري مع المسافرين، ولا أسعار تراعي وتلائم الحالة الاقتصادية للمواطن، الشيء الوحيد الذي تجيده هو استغلال المسافرين مقابل خدمات غاية في الرداءة، وليس هناك ما يمنعها من الاستغلال في ظل انعدام الضمير وغياب الوازع الديني والأخلاقي، وأيضاً تقاعس الجهات الرقابية عن القيام بدورها لحماية المواطن؛ أو بالأصح تواطؤها في مثل هكذا حالات استغلالية تضر بأفراد المجتمع. [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر