لم أكن أتوقّع أن تُقابل جريمة رداع الإرهابية التي أدّت إلى سقوط عشرات الطالبات بين قتيلة وجريحة بهذا البرود من قبل الدولة والحكومة والأحزاب السياسية ومختلف فئات وشرائح المجتمع..!!. فتيات بعمر الزهور تناثرت أشلاؤهن في كل اتجاه، أزهقت أرواحهن وسالت دماؤهن على قارعة الطريق جرّاء جريمة إرهابية بشعة نفّذتها أيادي الغدر والإثم والعدوان بدم بارد. يا الله؛ هل نحن بشر، هل نحن مسلمون ونؤمن بما أنزل على محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وهل مازالت هناك رحمة تسكن في قلوبنا..؟! تبّت أيدينا.. تبّت أيدينا. ماتت كل القيم، وسقطت الأخلاق وحلّ محلّها الحقد والكراهية، حلّ العنف لغة لا سواها وبدا الواقع مليئاً بالسواد، وأصبح القتل لسان حال الأوغاد وديدنهم. ماذا لو كانت هذه الجريمة البشعة ارتكبت في دولة أخرى غير اليمن، هل ستُقابل من قبل مسؤوليها بغض الطرف، هل ستُقابل بهذا البرود المخزي والمعيب، وهل سيُقابل من خطّط وموّل ونفّذ هذه الجريمة السوداء باللا مبالاة كما حدث في اليمن..؟!. في كل بلاد الدنيا يعيش الإرهابيون تحت الأرض، يتخذون من مجاري الصرف الصحي سكناً ومأوى لهم كالجرذان، إلا في بلادنا نجدهم يسرحون ويمرحون بيننا؛ وكأننا نعيش في غابة حيث لا دولة ولا نظام ولا قانون. في كل بلاد الدنيا نجد للإنسان قيمة؛ يحيا بحرية وكرامة، ويعلم جيداً أنه يعيش في دولة ترعى مصالحه وتهتم بشؤونه ولن تقبل أن يمسّه أي مكروه، حقوقه مصانة وحياته مؤمّنة ووطنه آمن مستقر، أما في يمن الإيمان والحكمة فلا دولة ترعى مصالح شعبها ولا مسؤولون يهتمون لأمر الإنسان ويعملون من أجله، وحياته مليئة بالمآسي والمصائب والنكبات..!!. هل سأل اليمنيون أنفسهم إلى أين انتهى مصير قتلى وجرحى مدينة رداع، وما الذي قدّمته الحكومة لهم، هل تكفّلت الدولة والحكومة بعلاج الفتيات اللائي أصبن جرّاء تلك الجريمة الإرهابية البشعة، وهل أقدم رئيس الحكومة أو أحد وزرائه بزيارة تلكم الفتيات والتخفيف من معاناتهن..؟!. أين الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني مما حدث، هل أبدوا اهتماماً ولو قليلاً بتلكم الطالبات وكل من أصيبت في هذه الجريمة البشعة..؟!. الطالبات اللائي أصبن بهذه الجريمة الإرهابية يرقدن في عدد من المستشفيات الخاصة بالعاصمة على أمل أن يحظين بلفتة كريمة من قبل الحكومة التي لم توفر لهن الأمن والحياة الآمنة. المؤسف أن مصاب ومأساة أهالي الطالبات تزداد يوماً بعد آخر وخصوصاً أولئك البسطاء الذين اضطروا إلى بيع مقتنياتهم لمعالجة بناتهم ودفع أجور تلك المستشفيات، ومن يدري هل سيستطيع هؤلاء تحمُّل تكاليف العلاج الباهظة، أم ستضطرهم الحاجة للعودة بهن إلى منازلهم والقبول بالأمر الواقع؛ إذ لا حيلة لهم..؟!. بعض الطالبات حالتهن تستدعي السفر إلى العلاج خارج الوطن؛ ومع ذلك لا ندري أين هي الحكومة، وأين هم فاعلو الخير ليمدّوا يد العون للطالبات الجرحى حتى يتمكنَّ من الشفاء، ونحن على يقين أنه لو عُرضت حالة الطالبات على أية دولة من الدول الشقيقة أو الصديقة فلن يتردّدوا في معالجتهن. وما يحزُّ في النفس أن نرى أوجاع الطالبات وأنينهن يتصاعد في الوقت الذي تُهدر فيه الملايين عبثاً وتذهب إلى جيوب المنتفعين والمتنفّذين والراقصين على أوجاع الشعب..!!. ما نأمله هنا أن يلتفت رئيس الجمهورية إلى هذه الحالات التي هي في أمس الحاجة إلى المساعدة ويوجّه بتحمُّل الدولة نفقات علاجهن سواء في الداخل أم الخارج؛ ليخفّف عن أهاليهن هول المأساة وعظيم البلوى التي حلّت بهم. [email protected] رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر