رحل عنّا عام وجاء عام آخر ونحن مازلنا نراوح في مكاننا ودون أن نحدث في واقعنا أية خطوة إلى الأمام؛ لأننا مشغولون بما نعانيه من إشكالات عديدة في حياتنا ولم ننته منها، ويعود ذلك جرّاء غياب الرؤية الواضحة لدينا فضلاً عمّا أصابنا من عجز في تفكيرنا، وعدم التعاطي مع مشاكلنا بصورة واقعية لكي يتم تجاوز تلك المفاهيم المغايرة لحقيقة أوضاعنا والتي أضحت مؤثّرة علينا في الوقت الحاضر بينما العالم يسير بخطى حثيثة ويحسب كل شيء في حياته بما أنجزه وحقّقه في شتى المجالات العلمية والتكنولوجيا وغيرها في هذا العام مقارنةبالعام الذي قبله ويحتفل في العام الجديد بما وصل إليه من تطور مذهل وكبير ولا يخشى من غده؛ لأنه مطمئن البال والعقل ولديه رؤية بما سيقدّم به خلال العام الحالي بينما نحن ليس لدينا أي شيء من هذا القبيل ونسير في نفق مظلم وليست لدينا رؤية واضحة وكأننا في كوكب آخر وخارجون عن نطاق الكون الذي نعيش فيه لذلك سنظل على هذا الحال الأليم والمأساوي وهنا تكمن الكارثة لأننا لم نحدّد أهدافنا وتوجيهاتنا فيما ينبغي أن نقوم به من أجل معالجة مشاكلنا والارتقاء بأوضاعنا إلى مستوى أفضل عمّا نحن عليه في السابق لا بل مازلنا نعيش تلك المآسي والآلام في أحوالنا ولم نتمكن من التغلُّب عليها وتجاوزها نتيجة لغياب السياسات والرؤى الثاقبة على تحديد المشكلة التي نعاني منها وإيجاد الحلول الناجعة لها، وهذا ما هو شاخص أمامنا يكفي هذه الآونة وربما يكون بشكل أكبر عمّا كان عليه قبل ذلك. لذا علينا مراجعة حساباتنا من أجل إيجاد السلم والتعايش فيما بيننا حتى لا نذهب بعيداً كما هو حال تلك البلدان العربية التي تعاني اليوم حالة من التمزُّق والخراب لكل شيء في حياتها ولم يبق فيها سوى الأطلال في الكثير من مناطقها والتي دُمّرت بصورة كبيرة وفي مقدمة ذلك النسيج الاجتماعي الذي لم يعد للبتة نتيجة لما أصاب بُنيتها الاجتماعية من تصدُّع كبير جرّاء تلك المفاهيم المغايرة والمخالفة للديانات السماوية والوقوانين الوضعية والمواثيق الدولية والتي تحرّم جميعها أية ممارسات لا إنسانية في حق البشر أياً كان جنسهم أو لونهم أو ديانتهم. فهل نعي وندرك ذلك أم ماذا..؟! إذن إذا كان حالنا هكذا أي عام جديد نستطيع فيه تحقيق تطلعاتنا..؟!. رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر